حبيب ابو عميمه
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

حبيب ابو عميمه

الحوار العام--اسلاميات--تعارف--رياضه--ترفيه-صوتيات اسلاميه-الحقوقي القانوني
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  
مرحبا بكم ندعوكم للتسجيل والمشاركه معنا قال الامام علي عليه السلام أَقِيلُوا ذَوِي الْمُرُوءَاتِ عَثَرَاتِهِمْ فَمَا يَعْثُرُ مِنْهُمْ عَاثِرٌ إِلا ويَدُ اللَّهِ بِيَدِهِ يَرْفَعُهُ.
الصَّبْرُ صَبْرَانِ صَبْرٌ عَلَى مَا تَكْرَهُ وصَبْرٌ عَمَّا تُحِبُّ.
عظم الله أجوركم باستشهاد الامام الحسن عليه السلام
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
سحابة الكلمات الدلالية
المواضيع الأخيرة
» اعجبني اعجبني
الإمام الكاظم (ع) في سطور Icon_minitimeالسبت سبتمبر 21, 2013 8:06 am من طرف حبيب ابوعميمه

» أربع زوجات
الإمام الكاظم (ع) في سطور Icon_minitimeالسبت سبتمبر 21, 2013 7:14 am من طرف حبيب ابوعميمه

» من هم الأبرار والمقرّبين؟
الإمام الكاظم (ع) في سطور Icon_minitimeالسبت سبتمبر 21, 2013 7:07 am من طرف حبيب ابوعميمه

» عبد المطلب يستسقي برسول الله
الإمام الكاظم (ع) في سطور Icon_minitimeالسبت سبتمبر 21, 2013 7:07 am من طرف حبيب ابوعميمه

» أن للقلب أذنين ينفث فيهما الملك والشيطان
الإمام الكاظم (ع) في سطور Icon_minitimeالسبت سبتمبر 21, 2013 7:05 am من طرف حبيب ابوعميمه

» نسب البوعميمه
الإمام الكاظم (ع) في سطور Icon_minitimeالثلاثاء أبريل 30, 2013 7:19 am من طرف حبيب ابوعميمه

» انهيار الأمن يدفع الحكومة العراقية لتأجيل انتخابات الأنبار ونينوى - See more at: http://www.elaph.com/Web/news/2013/3/800344.html?entry=Iraq#sthash.QYhdJ6Zt.dpuf
الإمام الكاظم (ع) في سطور Icon_minitimeالأربعاء مارس 20, 2013 8:00 am من طرف حبيب ابوعميمه

»  أكل الرجال على الرجال دين وأكل الرجال على الأنذال صدقة
الإمام الكاظم (ع) في سطور Icon_minitimeالأحد مارس 10, 2013 6:01 pm من طرف علي السعيدي الصخيل

» من البدايه الى احكام التسليم
الإمام الكاظم (ع) في سطور Icon_minitimeالأحد مارس 10, 2013 5:52 pm من طرف علي السعيدي الصخيل

نوفمبر 2024
الإثنينالثلاثاءالأربعاءالخميسالجمعةالسبتالأحد
    123
45678910
11121314151617
18192021222324
252627282930 
اليوميةاليومية
التبادل الاعلاني

انشاء منتدى مجاني



عدد الزوار في المنتدى
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 1 عُضو حالياً في هذا المنتدى :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 1 زائر

لا أحد

أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 55 بتاريخ الأربعاء أكتوبر 30, 2024 2:19 pm
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية reddit      

قم بحفض و مشاطرة الرابط حبيب ابو عميمه على موقع حفض الصفحات

 

 الإمام الكاظم (ع) في سطور

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
حبيب ابوعميمه
Admin
حبيب ابوعميمه


عدد المساهمات : 107
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 16/10/2012
العمر : 56
الموقع : حبيب ابوعميمه

الإمام الكاظم (ع) في سطور Empty
مُساهمةموضوع: الإمام الكاظم (ع) في سطور   الإمام الكاظم (ع) في سطور Icon_minitimeالثلاثاء أكتوبر 23, 2012 5:22 pm

الاسم: موسى (ع) .

الأب: الإمام الصادق (ع) .

الأم: حميدة المصفاة.

الكنية: أبو الحسن الأول، أبو الحسن الماضي، أبو علي، أبو إبراهيم(1)، وقيل: أبو إسماعيل(2).

الألقاب: الكاظم، الصابر، العبد الصالح، الأمين، باب الحوائج، النفس الزكية، زين المجتهدين، الوفي، الزاهر، السيد، الطيب، المأمون و...(3).

الأوصاف: كان (ع) أزهر إلا في الغيظ لحرارة مزاجه، ربع تمام، خضر حالك، كث اللحية(4).

نقش الخاتم: (حسبي الله)(5)، وفيه وردة وهلال، وفي رواية: «الملك لله وحده»(6).

مكان الولادة: الأبواء(7).

زمان الولادة: يوم الأحد / 7 صفر / 128 هجرية، وقيل: عام 129 هجرية(8).

مدة العمر الشريف: 55 سنة.

مدة الإمامة: 35 سنة.

مكان الشهادة: بغداد، في سجن السندي بن شاهك.

زمان الشهادة: يوم الجمعة 25/رجب/ 183 هجرية(9).

القاتل: السندي بن شاهك بأمر من هارون العباسي.

وسيلة القتل: السُم الذي دسه في الرطب(10).

المدفن: مقابر قريش وتعرف اليوم بالكاظمية، بجنب بغداد.

عاش فترة طويلة من عمره الشريف في ظلمات سجون حكام العباسيين.



من عظمته (ع)

عن هشام بن أحمر قال: قال الصادق (ع) : «يا ابن أحمر، إنها ـ أم الإمام الكاظم ـ تلد مولوداً ليس بينه وبين الله حجاب»(11).

وقال كمال الدين محمد بن طلحة الشافعي في حقه:

(هو الإمام الكبير القدر، العظيم الشأن، الكثير التهجد، الجاد في الاجتهاد، والمشهود له بالكرامات، المشهور بالعبادة، المواظب على الطاعات، يبيت الليل ساجداً وقائماً، ويقطع النهار متصدقاً وصائماً، ولفرط حلمه وتجاوزه عن المعتدين عليه دعي كاظماً، كان يجازي المسيء بإحسانه إليه، ويقابل الجاني عليه بعفوه عنه، ولكثرة عباداته كان يسمى بالعبد الصالح، ويعرف في العراق بباب الحوائج إلى الله، لنجح المتوسلين إلى الله تعالى به، كراماته تحار منها العقول، وتقضي بأن له عند الله تعالى قدم صدق ولا يزول)(12).

وقال ابن الأثير: (كان (ع) يلقّب الكاظم لأنه كان يحسن إلى من يسيء إليه وكان هذا عادته أبداً) (13).



هذا سيد ولدي

عن يزيد بن سليط أنه قال: لقينا أبا عبد الله (ع) في طريق مكة ونحن جماعة، فقلت له: بأبي أنت وأمي، أنتم الأئمة المطهرون، والموت لا يعرى أحد منه، فأحدث إليّ شيئاً ألقيه إلى من يخلفني.

فقال لي: «نعم، هؤلاء ولدي، وهذا سيدهم ـ وأشار إلى ابنه
موسى (ع) ـ وفيه العلم والحكم والفهم والسخاء والمعرفة بما يحتاج الناس إليه فيما اختلفوا فيه من أمر دينهم، وفيه حسن الخلق وحسن الجوار، وهو باب من أبواب الله تعالى عزوجل، وفيه أخرى هي خير من هذا كله».

فقال له أبي: وما هي بأبي أنت وأمي؟

قال: «يخرج الله منه عزوجل غوث هذه الأمة وغياثها وعلمها ونورها وفهمها وحكمها وخير مولود»(14) الحديث.



بين يدي الله عزوجل

روي أن الإمام الكاظم (ع) كان يقوم الليل للتهجد والعبادة حتى الفجر، فيصلّي صلاة الفجر ويبدأ بالتعقيب إلى طلوع الشمس، ثم يظلّ ساجداً إلى قبيل الزوال، وكان كثيراً ما يقول: «اللهم إني أسألك الراحة عند الموت والعفو عند الحساب» ويكرر هذا الدعاء(15).

وكان من دعائه (ع) أيضاً: «عظم الذنب من عبدك فليحسن العفو من عندك»(16).

وكان (ع) يبكي من خشية الله حتى تخضل لحيته بالدموع، وكان أوصل الناس لأهله ورحمه وكان يتفقد فقراء المدينة في الليل(17).



وفي السجود دائماً

عن عبد الله الفروي عن أبيه قال: دخلت على الفضل بن الربيع وهو جالس على سطح فقال لي: أدن، فدنوت حتى حاذيته، ثم قال لي: أشرف إلى البيت في الدار، فأشرفت.

فقال: ما ترى في البيت؟

قلت: ثوباً مطروحاً.

فقال: أنظر حسناً.

فتأملت ونظرت فتيقنت، فقلت: رجل ساجد.

فقال لي: تعرفه؟

قلت: لا.

قال: هذا مولاك.

قلت: ومن مولاي؟

فقال: تتجاهل عليّ.

فقلت: ما أتجاهل ولكني لا أعرف لي مولى.

فقال: هذا أبو الحسن موسى بن جعفر (ع) إني أتفقده الليل والنهار، فلم أجده في وقت من الأوقات إلا على الحال التي أخبرك بها (18).



وعند تذكر النعمة

وعن هشام بن أحمر قال: كنت أسير مع أبي الحسن (ع) في بعض أطراف المدينة إذ ثنى رجله عن دابته فخر ساجداً فأطال وأطال، ثم رفع رأسه وركب دابته.

فقلت: جعلت فداك قد أطلت السجود؟!.

فقال (ع) : «إنني ذكرت نعمة أنعم الله بها عليّ، فأحببت أن أشكر ربي»(19).



ملامح عن شخصيته (ع) المباركة

كان الإمام الكاظم (ع) أكثر صلة لرحمه من غيره، وأكثر صلة لفقراء المدينة حتى أنه كان يحمل إليهم كل ليلة الذهب والفضة والخبز والتمر، وهم لايعرفونه(20)، ومن كرمه إعتاق ألف مملوك في سبيل الله عزوجل.

وروي عنه (ع) الأحاديث الكثيرة، وكان (ع) أفقه أهل زمانه، وأحفظهم لكتاب الله، وأحسنهم صوتاً لتلاوة القرآن، وكان يتلوه بحزن حتى كان يبكي كل من سمعه، ولقّبه أهل المدينة بزين المجتهدين، وقيل له (ع) الكاظم لما كظمه من الغيظ وصبره على ما لقي من ظلم الظالمين حتى قتل في سجنهم(21)، وكان (ع) يقول: «إني لأستغفر كل يوم خمسة آلاف مرة»(22).

وقال الخطيب البغدادي: أخبرنا الحسن بن محمد يحيى العلوي حدثني قال: كان موسى بن جعفر (ع) يُدعى العبد الصالح من عبادته واجتهاده، روى أصحابنا: أنه دخل مسجد رسول الله (ص) فسجد سجدة في أول الليل وسمع وهو يقول في سجوده: «عظم الذنب عندي فليحسن العفو عندك، يا أهل التقوى ويا أهل المغفرة» فجعل يرددها حتى اصبح(23).

وفي خبر: أن المأمون قال لما رأى الإمام (ع) داخلاً على هارون العباسي: «إذ دخل شيخ مسخّد قد أنهكته العبادة كأنه شن بال، قد كُلِم من السجود وجهه وأنفه»(24).

وقد ورد في الصلوات الواردة على الإمام الكاظم (ع) : «حليف السجدة الطويلة والدموع الغزيرة»(25).



سجن هارون

لقد تعرض الإمام الكاظم (ع) إلى الكثير من المعاناة ومن ظلم الطغاة في عصره، حتى اشتهر (ع) باسم الكاظم للغيظ، على إثر ما لاقاه من ظلم الحكام والناصبين والحاقدين على أهل بيت النبوة (ع) .



الحقد والحسد

وقد وردت في هذا الشأن روايات كثيرة، فعن صالح بن علي بن عطية قال: كان السبب في وقوع موسى بن جعفر (ع) إلى بغداد أن هارون العباسي أراد أن يقعد الأمر لابنه محمد بن زبيدة، وكان له من البنين أربعة عشر ابنا، فاختار منهم ثلاثة: محمد بن زبيدة وجعله ولي عهده، وعبد الله المأمون وجعل الأمر له بعد ابن زبيدة، والقاسم المؤتمن وجعل له الأمر من بعد المأمون، فأراد أن يحكم الأمر في ذلك ويشهره شهرة يقف عليها الخاص والعام، فحج في سنة تسع وسبعين ومائة وكتب إلى جميع الآفاق، يأمر الفقهاء والعلماء والقراء والأمراء أن يحضروا مكة أيام الموسم، فأخذ هو طريق المدينة.

قال: علي بن محمد النوفلي فحدثني أبي أنه كان سبب سعاية يحيى بن خالد بموسى بن جعفر (ع) وضع هارون ابنه محمد بن زبيدة في حجر جعفر بن محمد بن الأشعث، فساء ذلك يحيى وقال: إذا مات هارون وأفضي الأمر إلى محمد انقضت دولتي ودولة ولدي، وتحول الأمر إلى جعفر بن محمد بن الأشعث وولده، وكان قد عرف مذهب جعفر في التشيع، فأظهر له أنه على مذهبه فسر به جعفر، وأفضى إليه بجميع أموره، وذكر له ما هو عليه في موسى بن جعفر (ع) .

فلما وقف على مذهبه سعى به إلى هارون، وكان هارون يرعى له موضعه وموضع أبيه من نصرة الخلافة، فكان يقدم في أمره ويؤخر، ويحيى لا يألو أن يخطب عليه، إلى أن دخل يوما إلى هارون فأظهر له إكراما وجرى بينهما كلام مزية جعفر لحرمته وحرمة أبيه، فأمر له هارون في ذلك اليوم بعشرين ألف دينار، فأمسك يحيى عن أن يقول فيه شيئا حتى أمسى، ثم قال لهارون: يا أمير، قد كنت أخبرتك عن جعفر ومذهبه فتكذب عنه، وهاهنا أمر فيه الفيصل، قال: وما هو؟ قال: إنه لا يصل إليه مال من جهة من الجهات إلا أخرج خمسه فوجه به إلى موسى بن جعفر، ولست أشك أنه قد فعل ذلك في العشرين الألف دينار التي أمرت بها له.

فقال هارون: إن في هذا لفيصلا، فأرسل إلى جعفر ليلا، وقد كان عرف سعاية يحيى به فتباينا، وأظهر كل واحد منهما لصاحبه العداوة، فلما طرق جعفر رسول هارون بالليل خشي أن يكون قد سمع فيه قول يحيى، وأنه إنما دعاه ليقتله، فأفاض عليه ماء ودعا بمسك وكافور فتحنط بهما، ولبس برده فوق ثيابه وأقبل إلى هارون، فلما وقعت عليه عينه وشم رائحة الكافور ورأى البردة عليه، قال: يا جعفر، ما هذا؟

فقال: يا أمير، قد علمت أنه سعى بي عندك، فلما جاءني رسولك في هذه الساعة لم آمن أن يكون قد قرح في قلبك ما يقول علي، فأرسلت إليّ لتقتلني.

قال: كلا ولكن قد خبرت أنك تبعث إلى موسى بن جعفر من كل ما يصير إليك بخمسه، وأنك قد فعلت بذلك في العشرين الألف دينار، فأحببت أن أعلم ذلك؟

فقال جعفر: الله أكبر يا أمير، تأمر بعض خدمك يذهب فيأتيك بها بخواتيمها، فقال هارون لخادم له: خذ خاتم جعفر وانطلق به حتى تأتيني بهذا المال، وسمى له جعفر جاريته التي عندها المال، فدفعت إليه البدر بخواتيمها، فأتى بها هارون، فقال له جعفر: هذا أول ما تعرف به كذب من سعى بي إليك، قال: صدقت يا جعفر، انصرف آمنا فإني لا أقبل فيك قول أحد.

قال: وجعل يحيى يحتال في إسقاط جعفر(26).

قيل: وكان ممن سعى بموسى بن جعفر (ع) يعقوب بن داود، وكان يرى رأي الزيدية(27).

وعن علي بن محمد بن سليمان النوفلي قال: حدثنا إبراهيم بن أبي البلاد قال: كان يعقوب بن داود يخبرني أنه قد قال بالإمامة، فدخلت عليه بالمدينة في الليلة التي أخذ فيها موسى بن جعفر (ع) في صبيحتها فقال لي: كنت عند الوزير الساعة ـ يعني يحيى بن خالد ـ فحدثني أنه سمع هارون يقول: عند قبر رسول الله (ص) كالمخاطب له: بأبي أنت وأمي يا رسول الله، إني أعتذر إليك من أمر قد عزمت عليه، فإني أريد أن آخذ موسى بن جعفر فأحبسه؛ لأني قد خشيت أن يلقي بين أمتك حربا تسفك فيها دماؤهم!! وأنا أحسب أنه سيأخذه غدا، فلما كان من الغد أرسل إليه الفضل بن الربيع، وهو قائم يصلي في مقام رسول الله (ص) فأمر بالقبض عليه وحبسه(28).

وقال الإمام موسى بن جعفر (ع) :«لما دخلت على هارون سلمت عليه، فرد عليّ السلام ثم قال: يا موسى بن جعفر خليفتين يجبى إليهما الخراج؟

فقلت: يا أمير، أعيذك بالله (أَنْ تَبُوء بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ)(29) وتقبل الباطل من أعدائنا علينا، فقد علمت أنه قد كذب علينا منذ قبض رسول الله (ص) بما علم ذلك عندك، فإن رأيت بقرابتك من رسول الله (ص) أن تأذن لي أحدثك بحديث أخبرني به أبي عن آبائه عن جده رسول الله (ص) ؟

فقال: قد أذنت لك.

فقلت: أخبرني أبي عن آبائه عن جدي رسول الله (ص) قال: إن الرحم إذا مست الرحم تحركت واضطربت فناولني يدك جعلني الله فداك.

فقال: ادن، فدنوت منه، فأخذ بيدي ثم جذبني إلى نفسه وعانقني طويلا، ثم تركني وقال: اجلس يا موسى فليس عليك بأس، فنظرت إليه فإذا أنه قد دمعت عيناه فرجعت إلى نفسي، فقال: صدقت وصدق جدك (ص) ، لقد تحرك دمي واضطربت عروقي حتى غلبت عليّ الرقة وفاضت عيناي، و أنا أريد أن أسألك عن أشياء تتلجلج في صدري منذ حين لم أسأل عنها أحدا، فإن أنت أجبتني عنها خليت عنك، ولم أقبل قول أحد فيك، وقد بلغني أنك لم تكذب قط، فاصدقني عما أسألك مما في قلبي.

فقلت: ما كان علمه عندي فإني مخبرك إن أنت آمنتني.

قال: لك الأمان إن صدقتني وتركت التقية التي تعرفون بها معشر بني فاطمة.

فقلت: ليسأل الأمير عما شاء.

قال: أخبرني لم فضلتم علينا، ونحن وأنتم من شجرة واحدة، وبنو عبد المطلب، ونحن وأنتم واحد إنا بنو العباس وأنتم ولد أبي طالب وهما عما رسول الله (ص) وقرابتهما منه سواء؟

فقلت: نحن أقرب.

قال: وكيف ذلك؟

قلت: لأن عبد الله وأبا طالب لأب وأم، وأبوكم العباس ليس هو من أم عبد الله ولا من أم أبي طالب.

قال: فلم ادعيتم أنكم ورثتم النبي (ص) والعم يحجب ابن العم وقبض رسول الله (ص) ، وقد توفي أبو طالب قبله والعباس عمه حي؟

فقلت له: إن رأى الأمير أن يعفيني من هذه المسألة ويسألني عن كل باب سواه يريده.

فقال: لا أو تجيب.

فقلت: فآمني.

فقال: قد آمنتك قبل الكلام.

فقلت: إن في قول علي بن أبي طالب (ع) إذ ليس مع ولد الصلب ذكرا كان أو أنثى لأحد سهم إلا للأبوين والزوج والزوجة، ولم يثبت للعم مع ولد الصلب ميراث، ولم ينطق به الكتاب، إلا أن تيما وعديا وبني أمية قالوا: العم والد رأيا منهم بلا حقيقة ولا أثر عن النبي (ص) ، ومن قال بقول علي (ع) من العلماء قضاياهم خلاف قضايا هؤلاء، هذا نوح بن دراج يقول في هذه المسألة بقول علي (ع) وقد حكم به، وقد ولاه الأمير المصرين، الكوفة والبصرة، وقد قضى به، فأنهي إلى الأمير ، فأمر بإحضاره وإحضار من يقول بخلاف قوله، منهم: سفيان الثوري وإبراهيم المدني والفضيل بن عياض، فشهدوا أنه قول علي (ع) في هذه المسألة، فقال لهم: فيما أبلغني بعض العلماء من أهل الحجاز، فلم لا تفتون به وقد قضى به نوح بن دراج؟ فقالوا: جسر نوح وجبنا، وقد أمضى الأمير قضيته بقول قدماء العامة عن النبي (ص) أنه قال: (علي أقضاكم)، وكذلك قال عمر بن الخطاب: علي أقضانا، وهو اسم جامع، لأن جميع ما مدح به النبي (ص) أصحابه من القراءة والفرائض والعلم داخل في القضاء.

قال: زدني يا موسى.

قلت: المجالس بالأمانات و خاصة مجلسك.

فقال: لا بأس عليك.

فقلت: إن النبي لم يورث من لم يهاجر ولا أثبت له ولاية حتى يهاجر.

فقال: ما حجتك فيه؟

فقلت: قول الله تبارك وتعالى: (والَّذِينَ آمَنُوا ولَمْ يُهاجِرُوا ما لَكُمْ مِنْ وَلايَتِهِمْ مِنْ شَيْءٍ حَتَّى يُهاِجرُوا) (30) وإن عمي العباس لم يهاجر.

فقال لي: أسألك يا موسى هل أفتيت بذلك أحدا من أعدائنا أم أخبرت أحدا من الفقهاء في هذه المسألة بشيء؟

فقلت: اللهم لا، وما سألني عنها إلا الأمير.

ثم قال: لم جوزتم للعامة والخاصة أن ينسبوكم إلى رسول الله (ص) ويقولون لكم يا بني رسول الله (ص) وأنتم بنو علي، وإنما ينسب المرء إلى أبيه، وفاطمة إنما هي وعاء، والنبي (ص) جدكم من قبل أمكم؟

فقلت: يا أمير، لو أن النبي (ص) نشر فخطب إليك كريمتك هل كنت تجيبه؟

فقال: سبحان الله ولم لا أجيبه، بل أفتخر على العرب والعجم وقريش بذلك.

فقلت: لكنه (ص) لا يخطب إليّ ولا أزوجه.

فقال: ولم؟

فقلت: لأنه (ص) ولّدني ولم يلدك.

فقال: أحسنت يا موسى.

ثم قال: كيف قلتم إنا ذرية النبي (ص) والنبي (ص) لم يعقب، وإنما العقب للذكر لا للأنثى وأنتم ولد الإبنة ولا يكون لها عقب؟

فقلت: أسألك بحق القرابة والقبر ومن فيه إلا ما أعفيتني عن هذه المسألة.

فقال: لا أو تخبرني بحجتكم فيه يا ولد علي، وأنت يا موسى يعسوبهم وإمام زمانهم كذا أنهي إليّ، ولست أعفيك في كل ما أسألك عنه حتى تأتيني فيه بحجة من كتاب الله تعالى، فأنتم تدعون معشر ولد علي أنه لا يسقط عنكم منه شيء ألف ولا واو إلا وتأويله عندكم واحتججتم بقوله عز و جل: (ما فَرَّطْنا فِي الْكِتابِ مِنْ شَيْء) (31) وقد استغنيتم عن رأي العلماء وقياسهم؟

فقلت: تأذن لي في الجواب؟

قال: هات.

قلت: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم (بسم الله الرحمن الرحيم و مِنْ ذُرِّيَّتِهِ داوُدَ وسُلَيْمانَ وأَيُّوبَ ويُوسُفَ ومُوسى وهارُونَ وكَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ وزَكَرِيَّا ويَحْيى وعِيسى وإِلْياسَ) (32) من أبو عيسى يا أمير؟

فقال: ليس لعيسى أب.

فقلت: إنما ألحقناه بذراري الأنبياء (ع) من طريق مريم (ع) وكذلك ألحقنا بذراري النبي (ص) من قبل أمنا فاطمة (ع) ، أزيدك يا أمير؟

قال: هات.

قلت: قول الله عز وجل: (فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءنا وأَبْناءكُمْ ونِساءَنا ونِساءَكُمْ وأَنْفُسَنا وأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكاذِبِينَ) (33) ولم يدع أحد أنه أدخل النبي (ص) تحت الكساء عند مباهلة النصارى إلا علي بن أبي طالب وفاطمة والحسن
والحسين، فكان تأويل قوله عزوجل: (أبْناءنا) الحسن والحسين و (نِساءنا) فاطمة و(أنْفُسَنا) علي بن أبي طالب (ع) .

أن العلماء قد أجمعوا على أن جبرئيل (ع) قال يوم أحد: يا محمد إن هذه لهي المواساة من علي قال: لأنه مني وأنا منه، فقال جبرئيل: وأنا منكما يا رسول الله (ص) ثم قال: لا سيف إلا ذو الفقار ولا فتى إلا علي، فكان كما مدح الله عزوجل به خليله (ع) إذ يقول: (فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقالُ لَهُ إِبْراهِيمُ) (34) إنا معشر بني عمك نفتخر بقول جبرئيل: أنه منا.

فقال: أحسنت يا موسى ارفع إلينا حوائجك، فقلت له: أول حاجة أن تأذن لابن عمك أن يرجع إلى حرم جده وإلى عياله.

فقال: ننظر إن شاء الله تعالى(35).

ولكنه أنزله عند السندي بن شاهك، ثم أمر بقتله (ع) بالسم.



قمة التقوى

استعمل هارون العباسي مختلف أساليب التعذيب الروحي والجسدي لإيذاء الإمام موسى بن جعفر (ع) ..

وقد أرسل يوماً إلى السجن جارية لها جمال ووضاءة ليرى ما يفعله الإمام (ع) .

وأنفذ الخادم ليتفحّص عن حالها، فرآها ساجدة لربها لا ترفع رأسها وهي تقول: «قدوس، سبحانك سبحانك».

فأتى بها ترتعد شاخصة نحو السماء بصرها.

فقال: ما شأنك؟

قالت: هكذا رأيت العبد الصالح.

فما زالت كذلك حتى ماتت(36).



من كراماته ومعجزاته (ع)

طي الأرض

عن إسماعيل بن سلام وابن حميد قالا: بعث إلينا علي بن يقطين فقال: اشتريا راحلتين وتجنبا الطريق ودفع إلينا مالاً وكتباً حتى توصلا ما معكما من المال والكتب إلى أبي الحسن موسى (ع) ولا يعلم بكما أحد.

قالا: فأتينا الكوفة فاشترينا راحلتين وتزودنا زاداً وخرجنا نتجنب الطريق، حتى إذا صرنا ببطن الرمة، شددنا راحلتنا ووضعنا لهما العلف وقعدنا نأكل، فبينا نحن كذلك إذا راكب قد أقبل ومعه شاكري(37)، فلما قرب منا فإذا هو أبو الحسن موسى (ع) فقمنا إليه وسلمنا عليه ودفعنا إليه الكتب وما كان معنا.

فأخرج (ع) من كمه كتباً فناولنا إياها فقال: «هذه جوابات كتبكم».

قال: قلنا: إن زادنا قد فني، فلو أذنت لنا فدخلنا المدينة فزرنا رسول الله (ص) وتزودنا زاداً.

فقال: «هاتا ما معكما من الزاد» فأخرجنا الزاد إليه، فقلّبه بيده فقال: «هذا يبلغكما إلى الكوفة، وأما رسول الله (ص) فقد رأيتماه، إني صليت معهم الفجر، وأنا أريد أن أصل معهم الظهر انصرفا في حفظ الله»(38).



سلّم على مولاك

عن يعقوب السرّاج أنه قال: دخلت على أبي عبد الله (ع) وهو واقف على رأس أبي الحسن موسى (ع) وهو في المهد فجعل يسارّه طويلاً، فجلست حتى فرغ، فقمت إليه فقال لي: «أدن إلى مولاك فسلّم عليه».

فدنوت فسلمت عليه!.

فرد عليّ بلسان فصيح، ثم قال لي: «اذهب فغيّر اسم ابنتك التي سميتها أمس، فإنه اسم يبغضه الله»، وكانت ولدت لي بنت فسميتها بالحميراء، فقال أبو عبد الله (ع) : «انته إلى أمره ترشد»، فغيرت اسمها (39).



يا أسد الله خذ عدو الله

عن علي بن يقطين أنه قال: استدعى هارون العباسي رجلاً يبطل به أمر أبي الحسن موسى بن جعفر (ع) ويقطعه ويخجله في المجلس، فانتدب له رجل معزم، فلما أحضرت المائدة عمل ناموساً على الخبز، فكان كلما رام خادم أبي الحسن (ع) تناول رغيف من الخبز طار من بين يديه، واستفز هارون الفرح والضحك لذلك.

فلم يلبث أبو الحسن (ع) أن رفع رأسه إلى أسد مصور على بعض الستور فقال له: «يا أسد الله خذ عدوّ الله».

قال: فوثبت تلك الصورة كأعظم ما يكون من السباع فافترست ذلك المعزم.

فخرّ هارون وندماؤه على وجوههم مغشياً عليهم وطارت عقولهم خوفاً من هول ما رأوه.

فلما أفاقوا من ذلك بعد حين، قال هارون لأبي الحسن (ع) : أسألك بحقي عليك لما سألت الصورة أن ترد الرجل.

فقال (ع) : «إن كانت عصا موسى (ع) ردت ما ابتلعته من حبال القوم وعصيّهم فإن هذه الصورة ترد ما ابتلعته من هذا الرجل» فكان ذلك أعمل الأشياء في إفاقة نفسه (40).

ومثل هذه المعجزة وردت أيضاً عن الإمام الرضا (ع) والمأمون العباسي في قصة مفصلة(41).



ولادة اللبوة

عن علي بن أبي حمزة البطائني أنه قال: كنت مع أبي الحسن (ع) في طريق، إذ استقبلنا أسد ووضع يده على كفل بغلته، فوقف له أبو الحسن (ع) كالمصغي إلى همهمته، ثم تنحّى الأسد إلى جانب الطريق وحول أبو الحسن (ع) وجهه إلى القبلة، وجعل يدعو بما لم أفهمه، ثم أومئ إلى الأسد بيده أن أمض، فهمهم الأسد همهمة طويلة وأبو الحسن (ع) يقول: «آمين آمين» وانصرف الأسد.

فقلت له: جعلت فداك عجبت من شأن هذا الأسد معك؟

فقال: «إنه خرج إليّ يشكو عسر الولادة على لبوته، وسألني: أن أسأل الله أن يفرج عنها، ففعلت ذلك، وألقي في روعي أنها تلد ذكراً، فخبرته بذلك.

فقال لي: امض في حفظ الله فلا سلّط الله عليك، ولا على ذريتك،
ولا على أحد من شيعتك، شيئاً من السباع، فقلت: آمين»(42).



السجين الحر

حُبس علي بن المسيب مع الإمام الكاظم (ع) في بغداد، وبعدما طال حبسه واشتد شوقه إلى عياله قال (ع) له: اغتسل.

فاغتسل.

فقال: غض عينيك.

فغض.

فقال: افتح.

ففتح، فرآه عند قبر الحسين (ع) فصليا عنده وزاراه.

ثم قال: غمض.. وقال: افتح فرآه معه عند قبر الرسول (ص) .

فقال: هذا بيتك فاذهب إلى عيالك وجدّد العهد وارجع إليّ، ففعل.

فقال: غمض.. وقال: افتح ففتح، فرآه معه فوق جبل قاف، وكان هناك من أولياء الله أربعون رجلاً فصلى (ع) وصلوا مقتدين به، ثم قال: غمض.. وقال: افتح، ففتح فرآه معه في السجن.



ريش من أجنحة الملائكة

عن المفضل بن عمر قال: دخلت على أبي عبد الله (ع) فبينا أنا جالس عنده إذ اقبل موسى (ع) ابنه وفي رقبته قلادة فيها ريش غلاظ، فدعوت به فقبلته وضممته إليّ، ثم قلت لأبي عبد الله: جعلت فداك أي شيء هذا الذي في رقبة موسى (ع) ؟

فقال: «هذا من أجنحة الملائكة».

قال: فقلت: وإنها لتأتينكم؟

قال: «نعم، إنها لتأتينا وتتعفر في فرشنا، وإن هذا الذي في رقبة موسى من أجنحتها»(43).



مع بشر الحافي

مر الإمام الكاظم (ع) على دار بشر ببغداد، فسمع أصوات الغناء والطرب تخرج من تلك الدار، فخرجت جارية وبيدها قمامة البيت فرمت بها في الدرب، فقال (ع) لها: يا جارية صاحب هذا الدار حرّ أم عبد؟

فقالت: بل حرّ.

فقال (ع) : صدقت، لو كان عبداً لخاف من مولاه..

فلما دخلت قال مولاها وهو على مائدة السكر: ما أبطأك علينا؟

فقالت: حدثني رجل بكذا..

فخرج بشر حافياً حتى لقي مولانا الكاظم (ع) فتاب على يديه.



في شهادته (ع) مسموماً

لقد قضى الإمام الكاظم (ع) عدة سنين من حياته الشريفة في ظلمات السجون، بعيداً عن أهله وأصحابه وشيعته، وممنوعاً من نشر علومه، فقد أمر هارون العباسي بإلقاء القبض على الإمام (ع) فألقت الشرطة عليه القبض وهو (ع) قائم يصلي عند رأس جده رسول الله (ص) فقطعوا عليه صلاته ولم يمهلوه أن يتمها، فقيدوه في ذلك الحرم الشريف، وهو (ع) يشكو إلى جده قائلاً: «إليك أشكو يا رسول الله (ص) »(44).

فسير بالإمام (ع) معتقلاً إلى البصرة، فلما انتهوا به (ع) إلى البصرة دفعوه إلى عيسى بن أبي جعفر فحبسه..

فتفرغ الإمام (ع) في الحبس للعبادة وأقبل على عبادة الله فارغ البال، يقضي أغلب أوقاته في الصلاة والسجود والدعاء.. واعتبر تفرغه للعبادة من أعظم نعم الله التي منحها له، فكان (ع) يشكر الله على تلك الحالة، ويدعو بهذا الدعاء: «اللهم إنك تعلم إني كنت أسألك أن تفرغني لعبادتك، اللهم وقد فعلت فلك الحمد»(45).

فأوعز هارون العباسي إلى عيسى في البصرة يطلب منه اغتيال الإمام (ع) وقتله!، فكتب إليه عيسى طلب إعفاءه من ذلك وقال: قد اختبرت طول مقامه بمن حبسته معه عيناً عليه... فلم يكن منه سوء قط، ولم يكن عنده تطلع إلى ولاية ولا خروج ولا شيء من أمر الدنيا... فإن رأى الأمير أن يعفيني من أمره، أو ينفذ من يتسلمه مني، وإلا سرحت سبيله(46).

فأمره هارون بحمل الإمام (ع) إلى بغداد.

فحُمل (ع) إلى بغداد مقيداً...

فانتهوا به إلى بغداد وأخبروا هارون بذلك، فأمر باعتقاله (ع) عند الفضل ابن الربيع، فبقي عنده مدة طويلة.

فأراده هارون على شيء من أمره، فأبى، فكتب إليه بتسليمه إلى الفضل ابن يحيى، فتسلمه منه وجعله في بعض حجر داره، ووضع عليه الرصد وكان (ع) مشغولا بالعبادة، يحيي الليل كله صلاة وقراءة للقرآن ودعاء واجتهاداً، ويصوم النهار في أكثر الأيام ولا يصرف وجهه من المحراب.

فوسّع عليه الفضل بن يحيى و أكرمه.

فاتصل ذلك بهارون وهو بالرقة، فكتب إليه ينكر عليه توسعته على موسى (ع) ، ويأمره بقتله، فتوقف عن ذلك، ولم يقدم عليه.

فاغتاظ هارون لذلك، ودعا مسرورا الخادم فقال له: اخرج على البريد في هذا الوقت إلى بغداد، وادخل من فورك على موسى بن جعفر (ع) فإن وجدته في دعة ورفاهية، فأوصل هذا الكتاب إلى العباس بن محمد ومره بامتثال ما فيه، وسلم إليه كتابا آخر إلى السندي بن شاهك يأمره فيه بطاعة العباس بن محمد.

فقدم مسرور فنزل دار الفضل بن يحيى لا يدري أحد ما يريد، ثم دخل على موسى بن جعفر (ع) فوجده على ما بلغ هارون، فمضى من فوره إلى العباس بن محمد والسندي بن شاهك، فأوصل الكتابين إليهما، فلم يلبث الناس أن خرج الرسول يركض إلى الفضل بن يحيى فركب معه وخرج مشدوها دهشا، حتى دخل على العباس بن محمد فدعا العباس بسياط وعقابين وأمر بالفضل فجرد وضربه السندي بين يديه مائة سوط وخرج متغير اللون خلاف ما دخل، وجعل يسلم على الناس يمينا و شمالا.

فأمر هارون بتسليم موسى (ع) إلى السندي بن شاهك(47).

يقول الفضل بن الربيع: قد أرسلوا إليّ غير مرة يأمرونني بقتله، فلم أجبهم إلى ذلك، وأعلمتهم أني لا أفعل ذلك، ولو قتلوني ما أجبتهم إلى ما سألوني(48).

وعلى رغم محاولات هارون العباسي لكنه شاع ذكر الإمام (ع) وانتشرت فضائله ومآثره في بغداد وفي كثير من البلاد الإسلامية، فضاق هارون من ذلك وعزم على قتل الإمام (ع) ، فلم يجد شريراً أسوء من (السندي بن شاهك)، فنقل الإمام (ع) إلى سجنه، وأمره بالتضييق عليه، فبالغ السندي في أذى الإمام (ع) والتضييق عليه، ثم أمره هارون بأن يقتل الإمام (ع) بالسم، فناوله رطباً مسموماً، فقضى الإمام (ع) نحبه مظلوماً مسموماً شهيداً (49).



درر من كلماته (ع) الشريفة

الإحسان إلى الإخوان

قال الإمام الكاظم (ع) لعلي بن يقطين: «كفارة عمل السلطان الإحسان إلى الإخوان»(50).

الزهد حقيق في هذا

وقال (ع) لما حضر عند قبر من القبور: «إن شيئاً هذا آخره لحقيق أن يزهد في أوله، وإن شيئاً هذا أوله لحقيق أن يخاف من آخره»(51).



بين الذنب والبلاء

وقال (ع) : «كلما أحدث الناس من الذنوب ما لم يكونوا يعملون، أحدث الله لهم من البلاء ما لم يكونوا يعدون»(52).



تقسيم الوقت

وقال (ع) : «اجتهدوا في أن يكون زمانكم أربع ساعات: ساعة لمناجاة الله وساعة لأمر المعاش وساعة لمعاشرة الإخوان والثقات الذين يعرفونكم عيوبكم ويخلصون لكم في الباطن، وساعة تخلون فيها للذاتكم في غير محرم، وبهذه الساعة تقدرون على الثلاث ساعات، لا تحدثوا أنفسكم بفقرٍ ولا بطول عمرٍ، فإنه من حدث نفسه بالفقر بخل، ومن حدثها بطول العمر يحرص، اجعلوا لأنفسكم حظاً من الدنيا بإعطائها ما تشتهي من الحلال وما لا يثلم المروّة وما لاسرف فيه، واستعينوا بذلك على أمور الدين، فإنه روي: ليس منا من ترك دنياه لدينه أو ترك دينه لدنياه»(53).



من استوى يوماه

وقال (ع) : «من استوى يوماه فهو مغبون، ومن كان آخر يوميه شرهما فهو ملعون، ومن لم يعرف الزيادة في نفسه فهو في نقصان، ومن كان إلى النقصان فالموت خير له من الحياة»(54).



معنى حسن الجوار

وقال (ع) : «ليس حسن الجوار كفّ الأذى، ولكن حسن الجوار الصبر على الأذى»(55).



لا تترك الأمر بالمعروف

وقال (ع) : «إنما هلك من كان قبلكم بما عملوا من المعاصي ولم ينههم الربانيون والأحبار عن ذلك، إن الله جل وعلا بعث ملكين إلى مدينة ليقلباها على أهلها، فلما انتهيا إليها وجدا رجلاً يدعو الله ويتضرع إليه، فقال أحدهما لصاحبه: أما ترى هذا الرجل الداعي؟.

فقال له: رأيته ولكن امضي إلى ما أمرني به ربي.

فقال الآخر: ولكني لا أحدث شيئاً حتى ارجع، فعاد إلى ربه فقال: يا رب إني انتهيت إلى المدينة فوجدت عبدك فلاناً يدعو ويتضرع إليك؟!

فقال عزوجل: امضِ لما أمرتك فإن ذلك رجل لم يتغير وجهه غضباً لي قط»(56).



شدة الجور

وقال (ع) : «يعرف شدة الجور من حكم به عليه»(57).



عيال الرجل

وقال (ع) : «إن عيال الرجل أسراؤه فمن أنعم الله عليه نعمة فليوسع على أسرائه، فإن لم يفعل أوشك أن تزول عنه تلك النعمة»(58).



من أنواع الصدقة

وقال (ع) : «ضمنت لمن اقتصد أن لا يفتقر، واعلم أن نفقتك على نفسك وعيالك صدقة، والكاد على عياله من حل كالمجاهد في سبيل الله»(59).



الحلاقة وآدابها

وقال (ع) : «إذا أخذت من شعر رأسك فابدأ بالناصية ومقدم رأسك والصدغين إلى القفا، فكذلك السنة، وقل:

(بسم الله وبالله وعلى ملة إبراهيم وسنة محمد وآل محمد حنيفاً مسلماً وما أنا من المشركين، اللهم أعطني بكل شعرة وطاقة في الدنيا نوراً يوم القيامة، اللهم أبدلني مكانه شعراً لا يعصيك، تجعله زينة لي ووقاراً في الدنيا، ونوراً ساطعاً يوم القيامة).

ثم تجمع شعرك وتدفنه وتقول: (اللهم اجعله إلى الجنة ولا تجعله إلى النار وقدس عليه ولا تسخط عليه، وطهّره حتى تجعله كفارة وذنوباً تناثرت عني بعدده، وما تبدله مكانه، فاجعله طيباً وزينة وقاراً ونوراً في القيامة منيراً يا أرحم الراحمين، اللهم زيّني بالتقوى وجنّبني وجنّب شعري وبشري المعاصي وجنبني الردى، فلا يملك ذلك أحد سواك)»(60).



المعالجات الطبية

وقال (ع) : «ادفعوا معالجة الأطباء ما اندفع الداء عنكم فإنه بمنزلة البناء، قليله يجر إلى كثيره»(61).



من آداب الحجامة

عن محمد بن رباح القلاء، قال: رأيت أبا إبراهيم (ع) يحتجم يوم الجمعة، فقلت: جعلت فداك تحتجم يوم الجمعة؟!

قال (ع) : «أقرأ آية الكرسي، فإذا هاج بك الدم ليلاً كان أو نهاراً فاقرأ آية الكرسي واحتجم»(62).



خلقة الإنسان

وقال (ع) : «خلق الله عالمين متصلين: فعالم علويّ وعالم سفليّ، وركب العالمين جميعاً في ابن آدم، وخلقه كروياً مدوراً، فخلق الله رأس ابن آدم كقبة الفلك، وشعره كعدد النجوم، وعينيه كالشمس والقمر، ومنخريه كالشمال والجنوب، وأذنيه كالمشرق والمغرب، وجعل لمحه كالبرق، وكلامه كالرعد، ومشيه كسير الكواكب، وقعوده كشرفها، وغفوه كهبوطها، وموته كاحتراقها.

وخلق في ظهره أربعاً وعشرين فقرة كعدد ساعات الليل والنهار، وخلق له ثلاثين معى(63)، كعدد الهلال ثلاثين يوماً، وخلق له اثنى عشر عضواً... وعجنه من مياه أربعة:

فخلق المالح في عينيه، فهما لا يذوبان في الحر ولا يجمدان في البرد، وخلق المر في أذنيه لكي لا تقربهما الهوام، وخلق المني في ظهره لكيلا يعتريه الفساد، وخلق العذب في لسانه، فشهد آدم أن لا إله إلا الله، وخلقه بنفس وجسد وروح، فروحه التي لا تفارقه إلا بفراق الدنيا، وبنفسه التي يرى بها الأحلام والمنامات، وجسمه هو الذي يبلى ويرجع إلى التراب»(64).



بين الداء والدواء

عن معاوية بن حكيم قال: سمعت عثمان الأحول يقول: سمعت أبا الحسن (ع) يقول:

«ليس من دواء إلا وهو يهيج داءً، وليس شيء في البدن أنفع من إمساك اليد إلا عما يحتاج إليه»(65).



علامات الدم

وقال (ع) : «علامات الدم أربع: الحكة، والبثرة، والنعاس، والدوران»(66).



دعاء الخروج من البيت

عن الرضا (ع) قال: «كان أبي (ع) إذا خرج من منزله قال:

بسم الله الرحمن الرحيم خرجت، بحول الله وقوته لا بحولي وقوتي، بل بحولك وقوتك يا رب، متعرضاً به لرزقك، فأتني به في عافية»(67).



التكلم في ذات الله

وقال (ع) : «من تكلم في الله هلك، ومن طلب الرئاسة هلك، ومن دخله العجب هلك»(68).



مؤونة الدين والدنيا

وقال (ع) : «اشتدت مؤونة الدنيا ومؤونة الآخرة، فأما مؤونة الدنيا فإنك لا تمد يدك إلى شيء منها إلا وجدت فاجراً قد سبقك إليه، وأما مؤونة الآخرة فإنك لاتجد أعواناً يعينونك عليه»(69).



من صفات الوسواس

وقال (ع) : «أربعة من الوسواس: أكل الطين، وفتّ الطين، وتقليم الأظفار بالأسنان، وأكل اللحية، وثلاث يجلين البصر: النظر إلى الخضرة، والنظر إلى الماء الجاري، والنظر إلى الوجه الحسن»(70).



إذا غلب الجور

وقال (ع) : «إذا كان الجور أغلب من الحق لم يحل لأحد أن يظن بأحد خيراً حتى يعرف ذلك منه»(71).



قل الحق دائماً

وقال (ع) : «قل الحق وإن كان فيه هلاكك فإن فيه نجاتك، ودع الباطل وإن كان فيه نجاتك فإن فيه هلاكك»(72).



من أقسام الشكر

وقال (ع) : «التحدث بنعم الله شكر، وترك ذلك كفر، فارتبطوا نعم ربكم بالشكر، وحصنوا أموالكم بالزكاة، وادفعوا البلاء بالدعاء، فإن الدعاء جنة منجية ترد البلاء وقد أبرم إبراماً»(73).



القرآن شفاء

وقال (ع) : «في القرآن شفاء من كل داء»(74).



الصدقة ودواء المرضى

وقال (ع) : «داووا مرضاكم بالصدقة، واستشفوا له بالقرآن، فمن لم يشفه القرآن فلا شفاء له»(75).



النفس وهواها

وقال (ع) : «اتق المرتقى السهل إذا كان منحدره وعراً»(76).

وقال (ع) : «كان أبو عبد الله (ع) يقول: لا تدع النفس وهواها، فإن هواها في رداها، وترك النفس وما تهوى أذاها، وكفّ النفس عما تهوى دواها»(77).



مكافأة المعروف

وقال (ع) : «المعروف غلّ لا يفكه إلا مكافأة أو شكر»(78).



لا تذل نفسك

وقال (ع) لرجل: «لا تمكّن الناس من قيادك فتذل»(79).



الإنفاق في الطاعة

وقال (ع) : «إياك أن تمنع في طاعة الله، فتنفق مثليه في معصية الله»(80).



عون الضعيف

وقال (ع) : «عونك للضعيف من أفضل الصدقة»(81).



بين الجاهل والعاقل

وقال (ع) : «تعجب الجاهل من العاقل أكثر من تعجب العاقل من الجاهل»(82).



اصبر عند المصيبة

وقال (ع) : «المصيبة للصابر واحدة، وللجازع اثنتان»(83).



لو ظهرت الآجال

وقال (ع) : «لو ظهرت الآجال افتضحت الآمال، من ولده الفقر أبطره الغنى، من لم يجد للإساءة مضضاً لم يكن للإحسان عنده موقع، ما تسابّ اثنان إلا انحط الأعلى إلى مرتبة الأسفل»(84).



من أدعيته (ع)

دعاء لدفع البلاء

عن أبي عبد الله بن الفضل عن أبيه الفضل قال: كنت أحجب هارون فأقبل عليّ يوماً غضبان وبيده سيف يقلّبه، فقال لي: يا فضل بقرابتي من رسول الله (ص) لئن لم تأتني بابن عمي الآن لآخذن الذي فيه عيناك!.

فقلت: بمن أجيئك؟

فقال: بهذا الحجازي.

فقلت: وأيّ الحجازي؟

قال: موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (ع) .

إلى أن قال: فدخلت على هارون فإذا هو كأنه امرأة ثكلى قائم حيران، فلما رآني قال لي: يا فضل.

فقلت: لبيك.

فقال: جئتني بابن عمي؟

قلت: نعم.

قال: لا تكون أزعجته؟

فقلت: لا.

قال: لا تكون أعلمته أني غضبان، فإني قد هيجت على نفسي ما لم
أرده؟ إئذن له بالدخول.

فأذنت له، فلمّا رآه وثب إليه وعانقه. ورحّب به ثم أمر بإكرامه وأذن له بالانصراف.

فتبعته (ع) فقلت له: ما الذي قلت حتى كفيت أمر هارون؟

فقال: «دعاء جدي علي بن أبي طالب (ع) كان إذا دعا به ما برز إلى عسكر إلا وهزمه، ولا إلى فارس إلا قهره، وهو دعاء كفاية البلاء».

قلت: وما هو؟

قال: «قلت: اللهم بك أساور، وبك أحاول، وبك أجاور، وبك أصول، وبك انتصر، وبك أموت، وبك أحيا، أسلمت نفسي إليك، وفوّضت أمري إليك، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

اللهم إنك خلقتني ورزقتني، وسترتني عن العباد بلطف ما خوّلتني وأغنيتني، إذا هويت رددتني، وإذا عثرت قوّمتني، وإذا مرضت شفيتني، وإذا دعوت أجبتني، يا سيدي إرض عني فقد أرضيتني»(85).



دعاء لدفع الأعداء

عن علي بن يقطين قال: أنهي الخبر إلى أبي الحسن موسى بن جعفر (ع) وعنده جماعة من أهل بيته، بما عزم موسى بن المهدي في أمره.

فقال لأهل بيته: «ما تشيرون؟».

قالوا: نرى أن تتباعد عنه، وأن تغيّب شخصك منه فإنه لا يؤمن شرّه.

فتبسم أبو الحسن (ع) ثم قال:

زعمت سخينة أن ستغلب ربها




وليغلبن مغـــــلب الغــــــلاب

ثم رفع (ع) يده إلى السماء فقال:

«اللهم كم من عدو شحذ لي ظبة مديته، وأرهف لي شبا حدّه، وداف لي قواتل سمومه، ولم تنم عني عين حراسته، فلما رأيت ضعفي عن احتمال الفوادح، وعجزي عن ملمات الحوائج، صرفت عني ذلك بحولك وقوتك، لابحولي وقوتي، فألقيته في الحفير الذي احتفره لي خائباً مما أمّله في دنياه، متباعداً مما رجاه في آخرته، فلك الحمد على ذلك قدر استحقاقك سيدي. اللهم فخذه بعزتك، وافلل حدّه عني بقدرتك، واجعل له شغلاً فيما يليه، وعجزاً عمن يناويه، اللهم وأعدني عليه عدوى حاضرة تكون من غيظي شفاءً ومن حقي عليه وفاءً، وصل اللهم دعائي بالإجابة، وانظم شكايتي بالتغيير، وعرّفه عما قليل ما وعدت الظالمين، وعرفني ما وعدت في إجابة المضطرين، إنك ذو الفضل العظيم، والمن الكريم».

قال: ثم تفرق القوم، فما اجتمعوا إلا لقراءة الكتاب الوارد عليه بموت موسى بن المهدي(86).

التعوذ من خصلتين

عن الفضل بن يونس عن أبي الحسن (ع) قال: قال: «أكثر من أن تقول: اللهم لا تجعلني من المعارين، ولا تخرجني من التقصير».

قال: قلت: أما المعارون فقد عرفت أن الرجل يعار الدين، ثم يخرج منه، فما معنى: لا تخرجني من التقصير؟.

فقال: «كل عمل تريد به الله عزوجل فكن فيه مقصراً عند نفسك، فإن الناس كلهم في أعمالهم فيما بينهم وبين الله مقصرون، إلا من عصمه الله عزوجل»(87).



بعض ما نسب إليه (ع) من الشعر

أفعال العباد

لم تخل أفعالنا اللاتــــي نذم بها




إحدى ثلاث خـــــــلال حيـــن نبديها

أما تفرد بارينا بصنعــــتــــــــها




فيسقط اللوم عنا حين نأتيـــــــــــها

أو كان يشركنا فيــــــه فيلحـقه




ما سوف يلحقــــنا مــــــن لائم فيها

أو لم يكن لإلهي في جـــــنايتها




ذنب فما الذنب إلا ذنب جانيها(88)



اللجوء إلى الله

أنت ربي إذا ظمئت إلى الماء




وقوتي إذا أردت الطعاما (89)
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://habeeb77710.yoo7.com
 
الإمام الكاظم (ع) في سطور
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» وصايا الإمام الكاظم (ع) لهشام بن الحكم الشيخ حبيب الكاظمي
» الإمام الصادق (ع) في سطور
» الإمام الرضا (ع) في سطور
» الإمام الجواد (ع) في سطور
» الإمام الهادي (ع) في سطور

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
حبيب ابو عميمه :: الفئة الأولى :: المنتدى الأول :: اسلاميات-
انتقل الى: