حبيب ابو عميمه
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

حبيب ابو عميمه

الحوار العام--اسلاميات--تعارف--رياضه--ترفيه-صوتيات اسلاميه-الحقوقي القانوني
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  
مرحبا بكم ندعوكم للتسجيل والمشاركه معنا قال الامام علي عليه السلام أَقِيلُوا ذَوِي الْمُرُوءَاتِ عَثَرَاتِهِمْ فَمَا يَعْثُرُ مِنْهُمْ عَاثِرٌ إِلا ويَدُ اللَّهِ بِيَدِهِ يَرْفَعُهُ.
الصَّبْرُ صَبْرَانِ صَبْرٌ عَلَى مَا تَكْرَهُ وصَبْرٌ عَمَّا تُحِبُّ.
عظم الله أجوركم باستشهاد الامام الحسن عليه السلام
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
سحابة الكلمات الدلالية
المواضيع الأخيرة
» اعجبني اعجبني
الإمام الحسين (ع) في سطور Icon_minitimeالسبت سبتمبر 21, 2013 8:06 am من طرف حبيب ابوعميمه

» أربع زوجات
الإمام الحسين (ع) في سطور Icon_minitimeالسبت سبتمبر 21, 2013 7:14 am من طرف حبيب ابوعميمه

» من هم الأبرار والمقرّبين؟
الإمام الحسين (ع) في سطور Icon_minitimeالسبت سبتمبر 21, 2013 7:07 am من طرف حبيب ابوعميمه

» عبد المطلب يستسقي برسول الله
الإمام الحسين (ع) في سطور Icon_minitimeالسبت سبتمبر 21, 2013 7:07 am من طرف حبيب ابوعميمه

» أن للقلب أذنين ينفث فيهما الملك والشيطان
الإمام الحسين (ع) في سطور Icon_minitimeالسبت سبتمبر 21, 2013 7:05 am من طرف حبيب ابوعميمه

» نسب البوعميمه
الإمام الحسين (ع) في سطور Icon_minitimeالثلاثاء أبريل 30, 2013 7:19 am من طرف حبيب ابوعميمه

» انهيار الأمن يدفع الحكومة العراقية لتأجيل انتخابات الأنبار ونينوى - See more at: http://www.elaph.com/Web/news/2013/3/800344.html?entry=Iraq#sthash.QYhdJ6Zt.dpuf
الإمام الحسين (ع) في سطور Icon_minitimeالأربعاء مارس 20, 2013 8:00 am من طرف حبيب ابوعميمه

»  أكل الرجال على الرجال دين وأكل الرجال على الأنذال صدقة
الإمام الحسين (ع) في سطور Icon_minitimeالأحد مارس 10, 2013 6:01 pm من طرف علي السعيدي الصخيل

» من البدايه الى احكام التسليم
الإمام الحسين (ع) في سطور Icon_minitimeالأحد مارس 10, 2013 5:52 pm من طرف علي السعيدي الصخيل

نوفمبر 2024
الإثنينالثلاثاءالأربعاءالخميسالجمعةالسبتالأحد
    123
45678910
11121314151617
18192021222324
252627282930 
اليوميةاليومية
التبادل الاعلاني

انشاء منتدى مجاني



عدد الزوار في المنتدى
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 2 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 2 زائر

لا أحد

أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 55 بتاريخ الأربعاء أكتوبر 30, 2024 2:19 pm
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية reddit      

قم بحفض و مشاطرة الرابط حبيب ابو عميمه على موقع حفض الصفحات

 

 الإمام الحسين (ع) في سطور

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
حبيب ابوعميمه
Admin
حبيب ابوعميمه


عدد المساهمات : 107
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 16/10/2012
العمر : 56
الموقع : حبيب ابوعميمه

الإمام الحسين (ع) في سطور Empty
مُساهمةموضوع: الإمام الحسين (ع) في سطور   الإمام الحسين (ع) في سطور Icon_minitimeالثلاثاء أكتوبر 23, 2012 5:40 pm

[color=olive][/color الاسم: الحسين (ع) .

الأب: الإمام علي بن أبي طالب (ع) .

الأم: السيدة فاطمة الزهراء (ع) بنت رسول الله (ص) .

الكنية: أبو عبد الله، والخاص أبو علي(1).

الألقاب: الشهيد، السعيد، الرشيد، الطيب، الوفي، الزكي، المبارك، التابع لمرضاة الله، السبط، السيد، الدليل على ذات الله عزوجل، سيد شباب أهل الجنة، سيد الشهداء(2).

نقش الخاتم: كان له خاتمان نقش أحدهما: (إن الله بالغ أمره)، ونقش الآخر: (لا إله إلا الله عدة للقاء الله)(3).

مكان الولادة: المدينة المنورة.

زمان الولادة: يوم الخميس أو يوم الثلاثاء 3 شعبان عام 4 من الهجرة النبوية المباركة، عام الخندق(4).

مدة العمر الشريف: 56 سنة وأشهراً، منها ست سنين وأشهر مع جده رسول الله (ص) ، وثلاثون سنة مع أبيه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) بعد وفاة النبي (ص) ، وكان مع أخيه الحسن (ع) بعد وفاة أبيه (ع) عشر سنين، وبقي بعد وفاة أخيه (ع) إلى وقت مقتله (ع) عشر سنين(5).

زمان الشهادة: يوم العاشر من محرم الحرام عام 61 هجري وقيل عام 60 هـ وهو بعيد(6).

مكان الشهادة: أرض كربلاء / العراق.

القاتل: شمر بن ذي الجوشن بأمر من عبيد الله بن زياد ويزيد بن معاوية ابن أبي سفيان.

المدفن: كربلاء المقدسة، حيث مزاره الآن.



الولادة الطاهرة

روي عن أسماء أنها قالت: لما ولدت فاطمة (ع) الحسين (ع) جاءني النبي (ص) فقال: «هلم ابني يا أسماء».

فدفعته إليه في خرقة بيضاء، ففعل به كما فعل بالحسن (ع) قالت: وبكى رسول الله (ص) ثم قال: «إنه سيكون لك حديث، اللهم ألعن قاتله، لا تعلمي فاطمة بذلك».

قالت أسماء: فلما كان في يوم سابعه جاءني النبي (ص) فقال: «هلمي ابني، فأتيته به ففعل به كما فعل بالحسن (ع) ، وعق عنه كما عقَّ عن الحسن كبشاً أملح وأعطى القابلة الورك ورجلاً، وحلق رأسه وتصدق بوزن الشعر ورقاً (7)، وخلّق رأسه بالخلوق وقال: «إن الدم من فعل الجاهلية» قالت: ثم وضعه في حجره ثم قال: «يا أبا عبد الله عزيز عليّ»، ثم بكى.

فقلت: بأبي أنت وأمي فعلت في هذا اليوم وفي اليوم الأول فما هو؟

قال: «أبكي على ابني، تقتله فئة باغية كافرة من بني أمية لعنهم الله لاأنالهم الله شفاعتي يوم القيامة، يقتله رجل يثلم الدين ويكفر بالله العظيم».

ثم قال: «اللهم إني أسألك فيهما ـ الحسن والحسين (ع) ـ ما سألك إبراهيم (ع) في ذريته، اللهم أحبهما وأحب من يحبهما والعن من يبغضهما ملء السماء والأرض»(8).



قصة فطرس

قال الإمام الصادق (ع) : «إن الحسين بن علي (ع) لما وُلد أمر الله عز وجل جبرئيل أن يهبط في ألف من الملائكة فيهنئ رسول الله (ص) من الله ومن جبرئيل.

قال: فهبط جبرئيل، فمر على جزيرة في البحر فيها ملك يقال له: فطرس، كان من الحملة، بعثه الله عز وجل في شيء فأبطأ عليه، فكسر جناحه وألقاه في تلك الجزيرة، فعبد الله تبارك وتعالى فيها سبعمائة عام حتى وُلد الحسين بن علي (ع) ، فقال الملك لجبرئيل: يا جبرئيل أين تريد؟

قال: إن الله عز وجل أنعم على محمد (ص) بنعمة فبعثت أهنئه من الله ومني.

فقال: يا جبرئيل احملني معك لعل محمد (ص) يدعو لي.

قال: فحمله.

قال: فلما دخل جبرئيل على النبي (ص) هنأه من الله ومنه وأخبره بحال فطرس.

فقال النبي (ص) : قل له تمسّح بهذا المولود وعد إلى مكانك، فتمسّح فطرس بالحسين بن علي (ع) وارتفع.

فقال: يا رسول الله، أما إن أمتك ستقتله وله عليّ مكافأة ألا يزوره زائر إلا أبلغته عنه، ولا يسلِّم عليه مسلّم إلا أبلغته سلامه، ولا يصلي عليه مصل إلا أبلغته صلاته ثم ارتفع»(9).



جبرائيل يهز مهد الحسين (ع)

وروي في أحاديث عديدة من طرق الخاصة والعامة أنه طالما كانت تنام فاطمة الزهراء (ع) فإذا بكى الحسين (ع) في المهد يأتي جبرئيل (ع) ويحرّك مهده ويتكلّم معه حتى يسكت من البكاء، ولما كانت تفيق من النوم ترى المهد يتحرك وتسمع الكلام لكن لا ترى أحداً، فلما سألت رسول الله (ص) عن ذلك، قال لها: «إنه جبرئيل» (10).



الشفاعة المقبولة

روى ابن شهر آشوب في مناقبه عن الإمام محمد بن علي (ع) أنه قال:

«أذنب رجل ذنبا في حياة رسول الله (ص) فتغيب حتى وجد الحسن والحسين (ع) في طريق خال، فأخذهما فاحتملهما على عاتقيه، وأتى بهما النبي (ص) ، فقال: يا رسول الله، إني مستجير بالله وبهما.

فضحك رسول الله (ص) حتى رد يده إلى فمه، ثم قال للرجل: اذهب وأنت طليق.

وقال للحسن والحسين (ع) : قد شفعتكما فيه أي فتيان، فأنزل الله تعالى: (ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله تواباً رحيماً)(11)»(12).



الفضائل الجمة

قال رسول الله (ص) : «حسين مني وأنا من حسين، أحب الله من أحب حسيناً، حسين سبط من الأسباط»(13).

وقال (ص) : «من أحب أن ينظر إلى أحب أهل الأرض إلى أهل السماء، فلينظر إلى الحسين»(14).

وعن سلمان الفارسي (ره) قال: دخلت على النبي (ص) فإذا الحسين (ع) على فخذيه وهو يقبل عينيه ويلثم فاه وهو يقول: «أنت سيد بن سيد، أنت إمام ابن إمام، أنت حجة بن حجة أبو حجج، تسعة من صلبك تاسعهم قائمهم»(15).

وعن الحسين بن علي (ع) قال: «دخلت أنا وأخي على جدي رسول الله (ص) فأجلسني على فخذه وأجلس أخي الحسن على فخذه الأخرى ثم قال لنا: بابي أنتما من إمامين صالحين اختاركما الله مني ومن أبيكما وأمكما، واختار
من صلبك يا حسين تسعة أئمة تاسعهم قائمهم كلهم في الفضل والمنزلة سواء»(16).

وعن أبي سعيد الخدري قال: سمعت رسول الله (ص) يقول للحسين (ع) : «يا حسين، أنت الإمام ابن الإمام، تسعة من ولدك أئمة أبرار تاسعهم قائمهم» فقيل: يا رسول الله، كم الأئمة بعدك؟ قال: «اثنا عشر من صلب الحسين»(17).



من ثمار الجنة

عن أم سلمة أنها قالت: إن الحسن والحسين (ع) دخلا على رسول الله (ص) وبين يديه جبرئيل، فجعلا يدوران حوله يشبهانه بدحية الكلبي، فجعل جبرئيل (ع) يومئ بيده كالمتناول شيئاً، فإذا في يده تفاحة وسفرجلة ورمانة فناولهما، وتهلل وجهاهما، وسعيا إلى جدهما، فأخذ منهما فشمّهما، ثم قال: «صيرا إلى أمكما بما معكما وابدءا بابيكما»، فصارا كما أمرهما، فلم يأكلوا حتى صار النبي (ص) إليهم فأكلوا جميعاً، فلم يزل كلما أكل منه عاد إلى ما كان حتى قبض رسول الله (ص) ، قال الحسين (ع) : «فلم يلحقه التغيير والنقصان أيام فاطمة بنت رسول الله (ص) حتى توفيت، فلما توفيت فقدنا الرمان، وبقي التفاح والسفرجل أيام أبي فلما استشهد أمير المؤمنين (ع) فقد السفرجل وبقي التفاح على هيئته عند الحسن (ع) حتى مات في سمه، وبقيت التفاحة إلى الوقت الذي حوصرت عن الماء فكنت أشمها إذا عطشت فيسكن لهب عطشي، فلما اشتدّ عليّ العطش عضضتها وأيقنت بالفناء»، قال علي بن الحسين (ع) : «سمعته يقول ذلك قبل مقتله بساعة، فلما قضى نحبه وجد ريحها في مصرعه فالتمست ولم ير لها أثر، فبقي ريحها بعد الحسين (ع) ، ولقد زرت قبره فوجدت ريحها تفوح من قبره، فمن أراد ذلك من شيعتنا الزائرين للقبر فليلتمس ذلك في أوقات السحر فإنه يجده إذا كان مخلصاً»(18).



التواضع شيمة العظماء

روى العياشي وغيره أنه مر الحسين بن علي (ع) بمساكين قد بسطوا كساءً لهم فألقوا عليه كسراً فقالوا: هلمّ يا ابن رسول الله.

فثنّى وركه فأكل معهم، ثم تلا: (إنه لا يحب المستكبرين)(19).

ثم قال: «قد أجبتكم فأجيبوني».

قالوا: نعم يا ابن رسول الله وتعمى عين، فقاموا معه حتى أتوا منزله، فقال للرباب: «أخرجي ما كنت تدّخرين»(20).

أسوة في الجود والكرم

قدم أعرابي المدينة فسأل عن أكرم الناس بها، فدلّ على الحسين (ع) ، فدخل المسجد فوجده مصلياً، فوقف بإزائه وأنشأ:

لم يخب الآن من رجاك ومن




حرك من دون بابك الحلقة

أنت جـــــواد وأنــــــت معتمد




أبوك قد كان قاتل الفسقة

لولا الذي كان مـــــن أوائلكم




كانت علينا الجحيم منطبقة

قال: فسلّم الحسين (ع) وقال: «يا قنبر هل بقي شيء من مال الحجاز؟».

قال: نعم أربعة آلاف دينار.

فقال: «هاتها قد جاء من هو أحق بها منا»، ثم نزع (ع) بُرديه ولفّ الدنانير فيهما وأخرج يده من شق الباب حياءً من الأعرابي وأنشأ:

خذها فإني إليــــك معــــتـــــذر




واعلم بأنـــــي عليك ذو شفقة

لو كان في سيرنا الغداة عصاً




أمست سمانا عــــليــك مندفقة

لكن ريب الزمان ذو غــيــــــر




والكف مني قليــلة النفــقـــــــة

قال: فأخذها الأعرابي وبكى، فقال له: «لعلك استقللت ما أعطيناك»؟.

قال: لا ولكن كيف يأكل التراب جودك(21).

وعن عمرو بن دينار قال: دخل الحسين (ع) على أسامة بن زيد وهو مريض وهو يقول: واغماه.

فقال له الحسين (ع) : «وما غمك يا أخي؟».

قال: ديني وهو ستون ألف درهم.

فقال الحسين (ع) : «هو عليّ».

قال: إني أخشى أن أموت.

فقال الحسين (ع) : «لن تموت حتى أقضيها عنك».

قال: فقضاها قبل موته(22).

هذا وقد وجدوا على ظهر الإمام الحسين (ع) يوم الطف أثراً، فسألوا الإمام زين العابدين (ع) عن ذلك؟

فقال:«هذا مما كان ينقل الجراب على ظهره إلى منازل الأرامل واليتامى والمساكين»(23).

وقد نسب إليه فيما أنشده (ع) في الجود والكرم:

إذا جادت الدنيا عليك فجد بها




على الناس طــــرا قبـــل أن تتفلت

فلا الجود يفنيها إذا هي أقبلت




ولا البخل يبقيها إذا ما تولت(24)

فضح الظالمين

عن أبي عبد الله (ع) قال: «مات رجل من المنافقين، فخرج الحسين بن علي (ع) يمشي، فلقي مولى له فقال له: أين تذهب؟

فقال: أفر من جنازة هذا المنافق أن اصلي عليه.

قال: قم إلى جنبي فما سمعتني أقول فقل، قال: فرفع يده وقال: اللهم العن عبدك ألف لعنة مختلفة، اللهم أخز عبدك في بلادك وعبادك، اللهم أصله حر نارك، اللهم أذقه أشد عذابك، فإنه كان يوالي أعدائك ويعادي أوليائك ويبغض أهل بيت نبيك»(25).



واقعة عاشوراء

قال سيد الشهداء الإمام الحسين (صلوات الله وسلامه عليه) في وصيته (ع) لأخيه محمد بن الحنفية يبين فيها (صلوات الله عليه) بعض أهداف خروجه، فدعا بدواة وبياض وكتب:

«بسم الله الرحمن الرحيم، هذا ما أوصى به الحسين بن علي بن أبي طالب إلى أخيه محمد المعروف بابن الحنفية، أن الحسين يشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له، وأن محمداً عبده ورسوله، جاء بالحق من عند الحق، وأن الجنة والنار حق، (وأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لا رَيْبَ فِيها وأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ)(26)، وأني لم أخرج أشرا ولا بطرا ولا مفسدا ولا ظالما، وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي (ص) أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر، وأسير بسيرة جدي وأبي علي بن أبي طالب (ع) ، فمن قبلني بقبول الحق فالله أولى بالحق، ومن رد عليّ هذا أصبر حتى يقضي الله بيني وبين القوم بالحق (وهُوَ خَيْرُ الْحاكِمِينَ)(27)، وهذه وصيتي يا أخي إليك (وما تَوْفِيقِي إِلا بِاللَّه عَلَيْه تَوَكَّلْتُ وإِلَيْه أُنِيبُ)(28)»(29).

وعن عبد الله بن منصور وكان رضيعا لبعض ولد زيد بن علي قال: سألت جعفر بن محمد بن علي الحسين (ع) فقلت: حدثني عن مقتل ابن رسول الله (ص) .

فقال: حدثني أبي عن أبيه (ع) قال: «لما حضرت معاوية الوفاة دعا ابنه يزيد (لعنه الله) فأجلسه بين يديه فقال له: يا بني إني قد ذللت لك الرقاب الصعاب ووطدت لك البلاد وجعلت الملك وما فيه لك طعمة، وإني أخشى عليك من ثلاثة نفر يخالفون عليك بجهدهم، وهم: عبد الله بن عمر بن الخطاب وعبد الله ابن الزبير والحسين بن علي، فأما عبد الله بن عمر فهو معك فالزمه ولا تدعه، وأما عبد الله بن الزبير فقطعه إن ظفرت به إربا إربا، فإنه يجثو لك كما يجثو الأسد لفريسته ويؤاربك مؤاربة الثعلب للكلب، وأما الحسين فقد عرفت حظه من رسول الله (ص) وهو من لحم رسول الله ودمه، وقد علمت لا محالة أن أهل العراق سيخرجونه إليهم، ثم يخذلونه و يضيعونه، فإن ظفرت به فاعرف حقه و منزلته من رسول الله (ص) ، ولا تؤاخذه بفعله، ومع ذلك فإن لنا به خلطة ورحما، وإياك أن تناله بسوء أو يرى منك مكروها.

قال: فلما هلك معاوية وتولى الأمر بعده يزيد (لعنه الله) بعث عامله على مدينة رسول الله (ص) وهو عمه عتبة بن أبي سفيان، فقدم المدينة وعليها مروان بن الحكم وكان عامل معاوية، فأقامه عتبة من مكانه وجلس فيه لينفذ فيه أمر يزيد، فهرب مروان فلم يقدر عليه، وبعث عتبة إلى الحسين بن علي (ع) فقال: إن أمير المؤمنين! أمرك أن تبايع له.

فقال الحسين (ع) : يا عتبة قد علمت إنا أهل بيت الكرامة ومعدن الرسالة وأعلام الحق، الذين أودعه الله عزوجل قلوبنا وأنطق به ألسنتنا، فنطقت بإذن الله عزوجل، ولقد سمعت جدي رسول الله (ص) يقول: إن الخلافة محرمة على ولد أبي سفيان، وكيف أبايع أهل بيت قد قال فيهم رسول الله (ص) هذا؟!

فلما سمع عتبة ذلك دعا الكاتب وكتب: بسم الله الرحمن الرحيم، إلى عبد الله يزيد أمير المؤمنين! من عتبة بن أبي سفيان، أما بعد فإن الحسين بن علي ليس يرى لك خلافة ولا بيعة، فرأيك في أمره والسلام.

فلما ورد الكتاب على يزيد (لعنه الله) كتب الجواب إلى عتبة: أما بعد فإذا أتاك كتابي هذا فعجل عليّ بجوابه وبيّن لي في كتابك كل من في طاعتي أو خرج عنها، وليكن مع الجواب رأس الحسين بن علي (ع) .

فبلغ ذلك الحسين (ع) فهمّ بالخروج من أرض الحجاز إلى أرض العراق، فلما أقبل الليل راح إلى مسجد النبي (ص) ليودع القبر، فلما وصل إلى القبر سطع له نور من القبر فعاد إلى موضعه، فلما كانت الليلة الثانية راح ليودع القبر، فقام يصلي فأطال فنعس وهو ساجد، فجاءه النبي (ص) وهو في منامه، فأخذ الحسين وضمه إلى صدره وجعل يقبل عينيه ويقول: بأبي أنت، كأني أراك مرملا بدمك بين عصابة من هذه الأمة يرجون شفاعتي ما لهم عند الله من خلاق، يا بنيّ، إنك قادم على أبيك وأمك وأخيك وهم مشتاقون إليك، وإن لك في الجنة درجات لا تنالها إلا بالشهادة، فانتبه الحسين (ع) من نومه باكيا، فأتى أهل بيته فأخبرهم بالرؤيا، وودّعهم وحمل أخواته على المحامل وابنته وابن أخيه القاسم بن الحسن ابن علي (ع) ، ثم سار في أحد وعشرين رجلا من أصحابه وأهل بيته، منهم أبو بكر بن علي ومحمد بن علي وعثمان بن علي والعباس بن علي وعبد الله بن مسلم بن عقيل وعلي بن الحسين الأكبر وعلي بن الحسين الأصغر (ع) .

وسمع عبد الله بن عمر بخروجه فقدم راحلته وخرج خلفه مسرعا فأدركه في بعض المنازل، فقال: أين تريد يا ابن رسول الله؟

قال: العراق.

قال: مهلا ارجع إلى حرم جدك.

فأبى الحسين (ع) عليه.

فلما رأى ابن عمر إباءه قال: يا أبا عبد الله، اكشف لي عن الموضع الذي كان رسول الله (ص) يقبله منك.

فكشف الحسين (ع) عن سرته، فقبلها ابن عمر ثلاثا وبكى، وقال: أستودعك الله يا أبا عبد الله، فإنك مقتول في وجهك هذا.

فسار الحسين (ع) وأصحابه، فلما نزلوا ثعلبية ورد عليه رجل يقال له: بشر ابن غالب فقال: يا ابن رسول الله أخبرني عن قول الله عزوجل: (يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِم)(30).

قال: إمام دعا إلى هدى فأجابوه إليه، وإمام دعا إلى ضلالة فأجابوه إليها، هؤلاء في الجنة وهؤلاء في النار، وهو قوله عزوجل: (فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَ فَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ)(31).

ثم سار (ع) حتى نزل العذيب فقال فيها قائلة الظهيرة، ثم انتبه من نومه، فقال له ابنه: ما يبكيك يا أبة؟

فقال: يا بني إنها ساعة لا تكذب الرؤيا فيها وإنه عرض لي في منامي عارض فقال: تسرعون السير والمنايا تسير بكم إلى الجنة.

ثم سار (ع) حتى نزل الرهيمة، فورد عليه رجل من أهل الكوفة يكنى: أبا هرم، فقال: يا ابن النبي ما الذي أخرجك من المدينة؟

فقال (ع) : ويحك يا أبا هرم، شتموا عرضي فصبرت، وطلبوا مالي فصبرت، وطلبوا دمي فهربت، وأيم الله، ليقتلني ثم ليلبسنهم الله ذلا شاملا وسيفا قاطعا وليسلطن عليهم من يذلهم.

قال: وبلغ عبيد الله بن زياد (لعنه الله) الخبر و إن الحسين (ع) قد نزل الرهيمة، فأرسل إليه الحر بن يزيد في ألف فارس، قال الحر: فلما خرجت من منزلي متوجها نحو الحسين (ع) نوديت ثلاثا: يا حر أبشر بالجنة، فالتفت فلم أر أحداً، فقلت: ثكلت الحر أمه يخرج إلى قتال ابن رسول الله (ص) و يبشر بالجنة! فرهقه عند صلاة الظهر، فأمر الحسين (ع) ابنه فأذن وأقام، وقام الحسين (ع) فصلى بالفريقين، فلما سلم وثب الحر بن يزيد، فقال: السلام عليك يا ابن رسول الله ورحمة الله وبركاته.

فقال الحسين: وعليك السلام من أنت يا عبد الله؟

فقال: أنا الحر بن يزيد.

فقال: يا حر، أعلينا أم لنا؟

فقال: الحر والله يا ابن رسول الله، لقد بعثت لقتالك، وأعوذ بالله أن أحشر من قبري وناصيتي مشدودة إلى رجلي، ويدي مغلولة إلى عنقي، وأكب على حر وجهي في النار، يا ابن رسول الله، أين تذهب ارجع إلى حرم جدك فإنك مقتول.

فقال الحسين (ع) :

سأمضي فما بالموت عار على الفتى




إذا ما نوى حــــقا و جاهد مسلما

وواسى الرجال الصالحين بنفســــــه




وفارق مثبورا و خالف مجــــرما

فإن مت لم أندم وإن عـــشت لم ألـــم




كفى بك ذلا أن تموت و ترغــــما

إلى أن قال: ثم سار (ع) حتى نزل كربلاء فقال: أي موضع هذا؟

فقيل: هذا كربلاء يا ابن رسول الله (ص) .

فقال (ع) : هذا والله يوم كرب وبلاء، وهذا الموضع الذي يهراق فيه دماؤنا، ويباح فيه حريمنا.

فأقبل عبيد الله بن زياد بعسكره حتى عسكر بالنخيلة، وبعث إلى الحسين (ع) رجلا يقال له: عمر بن سعد في أربعة آلاف فارس، وأقبل عبد الله بن الحصين التميمي في ألف فارس، يتبعه شبث بن ربعي في ألف فارس، ومحمد بن الأشعث بن قيس الكندي أيضا في ألف فارس، وكتب لعمر بن سعد على الناس، وأمرهم أن يسمعوا له ويطيعوه، فبلغ عبيد الله بن زياد أن عمر بن سعد يسامر الحسين (ع) ويحدثه ويكره قتاله، فوجه إليه شمر بن ذي الجوشن في أربعة آلاف فارس، و كتب إلى عمر بن سعد: (إذا أتاك كتابي هذا، فلا تمهلن الحسين بن علي وخذ بكظمه، وحل بين الماء وبينه كما حيل بين عثمان وبين الماء يوم الدار).

فلما وصل الكتاب إلى عمر بن سعد (لعنه الله) أمر مناديه فنادى: أنا قد أجلنا حسينا وأصحابه يومهم وليلتهم.

فشق ذلك على الحسين (ع) وعلى أصحابه، فقام الحسين (ع) في أصحابه خطيبا فقال: «اللهم إني لا أعرف أهل بيت أبر ولا أزكى ولا أطهر من أهل بيتي، ولا أصحابا هم خير من أصحابي، وقد نزل بي ما قد ترون وأنتم في حل من بيعتي ليست لي في أعناقكم بيعة، ولا لي عليكم ذمة، وهذا الليل قد غشيكم فاتخذوه جملا، وتفرقوا في سواده؛ فإن القوم إنما يطلبوني ولو ظفروا بي لذهلوا عن طلب غيري».

فقام عبد الله بن مسلم بن عقيل بن أبي طالب (ع) فقال: يا ابن رسول الله، ماذا يقول لنا الناس إن نحن خذلنا شيخنا وكبيرنا وسيدنا وابن سيد الأعمام وابن نبينا سيد الأنبياء؟ لم نضرب معه بسيف ولم نقاتل معه برمح لا والله، أو نرد موردك ونجعل أنفسنا دون نفسك، ودماءنا دون دمك، فإذا نحن فعلنا ذلك فقد قضينا ما علينا وخرجنا مما لزمنا.

وقام إليه رجل يقال له: زهير بن القين البجلي، فقال: يا ابن رسول الله، وددت أني قُتلت ثم نُشرت ثم قُتلت ثم نُشرت ثم قُتلت ثم نُشرت فيك وفي الذين معك مائة قتلة، وإن الله دفع بي عنكم أهل البيت.

فقال (ع) له ولأصحابه: جزيتم خيرا.

ثم إن الحسين (ع) أمر بحفيرة فحفرت حول عسكره شبه الخندق، وأمر فحشيت حطبا، وأرسل عليا ابنه (ع) في ثلاثين فارسا وعشرين راجلا ليستقوا الماء وهم على وجل شديد.

وأنشأ الحسين (ع) يقول:

يا دهـــــر أف لك من خـــــليل




كم لك في الإشراق و الأصيل

من طالب و صاحـــــب قتــــيل




والــدهر لا يقـــــنع بالبـــــديل

وإنما الأمر إلـــــى الجــــــليل




وكل حـــــي ســـــالــك سبيلي

ثم قال لأصحابه: قوموا فاشربوا من الماء، يكن آخر زادكم وتوضئوا اغتسلوا واغسلوا ثيابكم لتكون أكفانكم.

ثم صلى (ع) بهم الفجر وعبأهم تعبئة الحرب وأمر بحفيرته التي حول عسكره فأضرمت بالنار ليقاتل القوم من وجه واحد.

إلى أن قال: فبلغ العطش من الحسين (ع) وأصحابه فدخل عليه رجل من شيعته يقال له: يزيد بن الحصين الهمداني، قال إبراهيم بن عبد الله ـ راوي الحديث ـ: هو خال أبي إسحاق الهمداني فقال: يا ابن رسول الله، تأذن لي فأخرج إليهم فأكلمهم، فأذن له فخرج إليهم فقال: يا معشر الناس، إن الله عز وجل بعث محمدا بالحق بشِيراً ونذِيراً (وداعِياً إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وسِراجاً مُنِيراً)(32) وهذا ماء الفرات تقع فيه خنازير السواد وكلابها، وقد حيل بينه وبين ابنه!

فقالوا: يا يزيد، فقد أكثرت الكلام فاكفف، فوالله ليعطش الحسين كما عطش من كان قبله.

فقال الحسين (ع) : اقعد يا يزيد.

ثم وثب الحسين (ع) متوكئا على سيفه فنادى بأعلى صوته فقال: أنشدكم الله هل تعرفوني؟

قالوا: نعم، أنت ابن رسول الله (ص) وسبطه.

قال: أنشدكم الله، هل تعلمون أن جدي رسول الله (ص) ؟

قالوا: اللهم نعم.

قال: أنشدكم الله، هل تعلمون أن أمي فاطمة بنت محمد؟

قالوا: اللهم نعم.

قال: أنشدكم الله، هل تعلمون أن أبي علي بن أبي طالب (ع) ؟

قالوا: اللهم نعم.

قال: أنشدكم الله، هل تعلمون أن جدتي خديجة بنت خويلد أول نساء هذه الأمة إسلاما؟

قالوا: اللهم نعم.

قال: أنشدكم الله، هل تعلمون أن سيد الشهداء حمزة عم أبي؟

قالوا: اللهم نعم.

قال: فأنشدكم الله، هل تعلمون أن جعفر الطيار في الجنة عمي؟

قالوا: اللهم نعم.

قال: فأنشدكم الله هل تعلمون أن هذا سيف رسول الله وأنا متقلده؟

قالوا: اللهم نعم.

قال: فأنشدكم الله هل تعلمون أن هذه عمامة رسول الله أنا لابسها؟

قالوا: اللهم نعم.

قال: فأنشدكم الله هل تعلمون أن عليا كان أولهم إسلاما وأعلمهم علما وأعظمهم حلما وأنه ولي كل مؤمن ومؤمنة؟

قالوا: اللهم نعم.

قال: فبم تستحلون دمي وأبي الذائد عن الحوض غدا يذود عنه رجالا كما يذاد البعير الصادر عن الماء ولواء الحمد في يدي جدي يوم القيامة؟

قالوا: قد علمنا ذلك كله ونحن غير تاركيك حتى تذوق الموت عطشا.

فأخذ الحسين (ع) بطرف لحيته وهو يومئذ ابن سبع و خمسين سنة ثم قال: اشتد غضب الله على اليهود حين قالوا: (عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ) (33) واشتد غضب الله على النصارى حين قالوا: (الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ) (34) واشتد غضب الله على المجوس حين عبدوا النار من دون الله، واشتد غضب الله على قوم قتلوا نبيهم، واشتد غضب الله على هذه العصابة الذين يريدون قتلي ابن نبيهم.

وهجم القوم على الإمام الحسين (ع) وأصحابه، فقتلوا جميع أصحابه وأقربائه وإخوانه وأولاده حتى الطفل الرضيع حيث ذبحوه من الوريد إلى الوريد ومن الأذن إلى الأذن.

ولم يبق إلا الإمام الحسين (ع) وحيداً فريداً بين الأعداء، فأخذ ينادي: (هل من ناصر ينصرني هل من معين يعينني هل من ذاب يذب عن حرم رسول الله (ص) ) ولكنهم هجموا عليه فأخذ يقاتلهم مقاتلة الأبطال، حتى اثخن بالجراح، فقتله اللعين شمر بن ذي الجوشن وسنان الأيادي(35).



الشهادة المفجعة

في الرواية: أن الإمام الحسين (ع) بعد استشهاد أنصاره وأهل بيته وقف وحيداً فريداً في ظهر عاشوراء، فنظر يميناً وشمالاً فلم ير أحدا فرفع رأسه إلى السماء فقال: «اللهم إنك ترى ما يصنع بولد نبيك»، وحال بنو كلاب بينه وبين الماء..

وقد رُمي الإمام (ع) بسهم فوقع في نحره، وخرّ عن فرسه، فأخذ السهم فرمى به وجعل يتلقّى الدم بكفه فلما امتلأت لطخ بها رأسه ولحيته ويقول: «ألقى الله عزوجل وأنا مظلوم متلطخ بدمي»، ثم خر على خدّه الأيسر صريعاً.

وأقبل عدوّ الله سنان بن أنس الأيادي وشمر بن ذي الجوشن العامري (لعنهما الله) في رجال من أهل الشام حتى وقفوا على رأس الحسين (ع) ، فقال بعضهم لبعض: ما تنتظرون أريحوا الرجل، فنزل سنان بن أنس الأيادي (لعنه الله) وأخذ بلحية الحسين (ع) وجعل يضرب بالسيف في حلقه وهو يقول: والله إني لأجتز رأسك وأنا أعلم أنك ابن رسول الله وخير الناس أباً وأماً..

وأقبل فرس الحسين (ع) حتى لطخ عرفه وناصيته بدم الحسين وجعل يركض ويصهل، فسمعت بنات النبي (ص) صهيله فخرجن فإذا الفرس بلا راكب فعرفن أن حسيناً (ع) قد قُتل..

وخرجت أم كلثوم بنت الحسين (ع) واضعة يدها على رأسها تندب وتقول: «وا محمداه.. هذا الحسين بالعراء قد سلب العمامة والرداء»(36).



حرق الخيام والأسر

ثم هجموا على خيام الرسالة فأحرقوها ونهبوا ما فيها، ثم أخذوا العيال والأطفال أسارى إلى الكوفة وإلى الشام ومعهم الرؤوس الطاهرة.

وأقبل سنان حتى أدخل رأس حسين بن علي (ع) على عبيد الله بن زياد وهو يقول:

املأ ركابي فضة و ذهبا




إني قتلت الملك المحجبا

قتلت خير الناس أما وأبا




وخيرهم إذ ينسبون نسبا

فقال له عبيد الله بن زياد: ويحك فإن علمت أنه خير الناس أبا وأما لم قتلته إذاً؟!

فأمر به فضربت عنقه، وعجل الله بروحه إلى النار(37).

إلى آخر ما جرى من مصائب عظيمة على عيال الحسين وأهل بيته (ع) في الكوفة وفي الشام وفي الطريق.



البكاء على الحسين (ع)

ورد في الروايات: عن أبي عمارة المنشد قال: ما ذكر الحسين (ع) عند أبي عبد الله جعفر بن محمد (ع) في يوم قط فرئي أبو عبد الله في ذلك اليوم متبسماً قط إلى الليل(38).

وقال الإمام الصادق (ع) : «قال الحسين بن علي (ع) : أنا قتيل العبرة لايذكرني مؤمن إلا استعبر»(39).

وعن الإمام الرضا (ع) : «إن المحرم شهر كان أهل الجاهلية يحرّمون فيه القتال، فاستحلت فيه دماؤنا، وهتك فيه حرمتنا، وسبي فيه ذرارينا ونساؤنا، وأضرمت النيران في مضاربنا، وانتهب ما فيها من ثقلنا، ولم ترع لرسول الله (ص) حرمة في أمرنا، إن يوم الحسين أقرح جفوننا، وأسبل دموعنا، وأذلّ عزيزنا بأرض كرب وبلاء، وأورثتنا يا أرض كرب وبلاء أورثتنا الكرب البلاء إلى يوم الانقضاء، فعلى مثل الحسين فليبك الباكون، فإن البكاء يحط الذنوب العظام»، ثم قال (ع) : «كان أبي (ع) إذا دخل شهر المحرم لا يُرى ضاحكاً، وكانت الكآبة تغلب عليه حتى يمضي منه عشرة أيام، فإذا كان يوم العاشر كان ذلك اليوم يوم مصيبته وحزنه وبكائه، ويقول: هو اليوم الذي قتل فيه الحسين (ع) »(40).



بكاء الكون بأجمعه

عن ميثم التمار عن أمير المؤمنين (ع) قال: «أنه يبكي عليه ـ أي على الحسين (ع) ـ كل شيء حتى الوحوش في الفلوات، والحيتان في البحر، والطير في السماء، ويبكي عليه الشمس والقمر والنجوم والسماء والأرض، ومؤمنو الإنس والجن وجميع ملائكة السماوات والأرضين، ورضوان ومالك وحملة العرش، وتمطر السماء دماً ورمادا»(41).

وعن أبي عبد الله (ع) قال: «إن أبا عبد الله (ع) لما مضى بكت عليه السماوات السبع والأرضون السبع، ومن فيهن وما بينهن، ومن يتقلب في الجنة والنار من خلق ربنا، وما يرى وما لا يرى»(42).

وعن عمار بن أبي عمار قال: (أمطرت السماء يوم قتل الحسين (ع) دما عبيطا)(43).

وعن نضرة الأزدية قالت: (لما قتل الحسين أمطرت السماء دماً وحبابنا وجرارنا صارت مملوءة دماً)(44).

وقال أبو عبد الله (ع) : «يا زرارة، إن السماء بكت على الحسين (ع) أربعين صباحاً بالدم، وإن الأرض بكت أربعين صباحاً بالسواد، وإن الشمس بكت أربعين صباحاً بالكسوف والحمرة، وان الجبال تقطعت وانتثرت، وإن البحار تفجرت، وإن الملائكة بكت أربعين صباحاً على الحسين (ع) ، وما اختضبت منا امرأة ولا ادَّهنت ولا اكتحلت ولا رجَّلت حتى أتانا رأس عبيد الله بن زياد (لعنه الله)، وما زلنا في عبرة بعده، وكان جدي (ع) إذا ذكره بكى حتى تملأ عيناه لحيته، وحتى يبكي لبكائه رحمة له من رآه، وإن الملائكة الذين عند قبره ليبكون فيبكي لبكائهم كل من في الهواء والسماء من الملائكة»(45).



نوح الملائكة

وسُمع نوح الملائكة في أول منزل نزل جيش يزيد قاصدين إلى الشام، ومعهم الأسرى والرؤوس الطاهرة:

أيها القاتلون جهلاً حسيـــــنا




أبشروا بالعـــــذاب والتنـــــكيل

كل أهل السماء يدعو عليكم




من نبي ومــــرسل وقبـــــيـــــل

قد لعنتم على لسان ابن داود




وموسى وصاحب الإنجيل(46)



نوح الجن

ولما قتل الحسين (ع) بكت عليه الجن وسُمع لهم هذه الأبيات:

يا عين جودي بالعـــــبــر




وابــكي فقـــــد حق الخـــــبر

ابكـــــي ابن فاطمة الذي




ورد الفـــــرات فـــــما صدر

الجن تبكـــــي شجـــــوها




لما أتـــــي منـــــه الخـــــبــر

قتل الحســـــين ورهطــه




تعـــــسا لـــــذلك مـــــن خـبر

فـــــلأبكيـــــنك حـــــرقــة




عــند العـــــشاء وبالسحـــــر

ولأبكيـــــنـــــك مــا جرى




عرق وما حمل الشجر(47)



وحتى الحيوانات

قال أمير المؤمنين (ع) : «بأبي وأمي الحسين المقتول بظهر الكوفة، ولكأنِّي أنظر إلى الوحش مادة أعناقها على قبره من أنواع الوحش، يبكونه ويرثونه ليلاً حتى الصباح، فإن كان ذلك فإياكم والجفا»(48).

وعن أبي جعفر (ع) قال: «بكت الإنس والجن والطير والوحش على الحسين بن علي (ع) حتى ذرفت دموعها»(49).

وقال الإمام الصادق (ع) : «اتخذوا الحمام الراعبية في بيوتكم فإنها تلعن قتلة الحسين (ع) ولعن الله قاتله»(50).



مواساة الأنبياء (ع)

لقد شارك الأنبياء والأوصياء (ع) الإمام الحسين (ع) في مصيبته وواسوه ببكائهم عند ذكره (ع) وربما بدمائهم أيضاً عند وصولهم إلى أرض كربلاء المقدسة، وذلك محبة منهم للسبط الشهيد (ع) ومواساة لجده الحبيب (ص) مع أن واقعة عاشوراء لم تكن حدثت بعدُ، وربما كان الفاصل بين مواساة الأنبياء (ع) والواقعة آلاف السنين، ولكن وعلى الرغم من ذلك ولعظمة الفاجعة فقد واسوه (ع) وشاطروه بالمصاب .

وهناك روايات عديدة في هذا المجال مما يدل على استحباب المواساة مع الإمام الحسين (ع) بالدم وبمختلف أنواع العزاء، وقد أفتى بذلك الفقهاء والمراجع.

مواساة آدم (ع) بدمه

ففي الروايات: «إن آدم (ع) لما هبط إلى الأرض لم ير حواء فصار يطوف الأرض في طلبها، فمر بكربلاء فاغتم وضاق صدره من غير سبب، وعثر في الموضع الذي قتل فيه الحسين (ع) ، حتى سال الدم من رجله، فرفع رأسه إلى السماء وقال: إلهي هل حدث مني ذنب آخر(51) فعاقبتني به؟ فإني طفت جميع الأرض، وما أصابني سوء مثل ما أصابني في هذه الأرض.

فأوحى الله تعالى إليه: يا آدم ما حدث منك ذنب، ولكن يُقتل في هذه الأرض ولدك الحسين (ع) ظلماً، فسال دمك موافقة لدمه.

فقال آدم: يا رب أيكون الحسين (ع) نبياً؟

قال: لا، ولكنه سبط النبي محمد (ص) .

فقال: ومن القاتل له؟

قال: قاتله يزيد لعين أهل السماوات والأرض.

فقال آدم: فأي شيء أصنع يا جبرئيل؟

فقال: العنه يا آدم، فلعنه أربع مرات ومشى خطوات إلى جبل عرفات فوجد حوّاء هناك»(52).

نوح (ع) ومصيبة الحسين (ع)

وروي: «أن نوحاً لما ركب في السفينة طافت به جميع الدنيا، فلما مرت بكربلاء أخذته الأرض وخاف نوح الغرق، فدعا ربّه، وقال: إلهي طفت جميع الدنيا وما أصابني فزع مثل ما أصابني في هذه الأرض..

فنزل جبرئيل (ع) ، وقال: يا نوح في هذا الموضع يقتل الحسين (ع) سبط محمد خاتم الأنبياء، وابن خاتم الأوصياء.

فقال: ومن القاتل له يا جبرئيل؟

قال: قاتله لعين أهل سبع سماوات وسبع أرضين، فلعنه نوح أربع مرات، فسارت السفينة حتى بلعت الجوديّ واستقرت عليه»(53).

إبراهيم (ع) وشج الرأس للحسين (ع)

وروي: «أن إبراهيم (ع) مر في أرض كربلاء وهو راكب فرساً فعثرت به وسقط إبراهيم وشج رأسه وسال دمه، فأخذ في الاستغفار، وقال: إلهي أي شيء حدث مني؟

فنزل إليه جبرئيل (ع) وقال: يا إبراهيم ما حدث منك ذنب، ولكن هنا يقتل سبط خاتم الأنبياء، وابن خاتم الأوصياء، فسال دمك موافقة لدمه.

فرفع إبراهيم (ع) يديه ولعن يزيد لعناً كثيراً، وأمنّ فرسه بلسان فصيح، فقال إبراهيم لفرسه: أي شيء عرفت حتى تؤمنّ على دعائي؟

فقال: يا إبراهيم أنا أفتخر بركوبك عليّ، فلمّا عثرتُ وسقطت عن ظهري عظمت خجلتي وكان سبب ذلك من يزيد لعنه الله تعالى»(54).

إسماعيل (ع) ولعن قاتل الحسين (ع)

وروي: «أن إسماعيل (ع) كانت أغنامه ترعى بشط الفرات، فأخبره الراعي أنها لا تشرب الماء من هذه المشرعة منذ كذا يوماً، فسأل ربه عن سبب ذلك، فنزل جبرئيل (ع) وقال: يا إسماعيل سل غنمك فإنها تجيب عن سبب ذلك..

فقال لها: لم لا تشربين من هذا الماء؟

فقالت بلسان فصيح: قد بلغنا أن ولدك الحسين (ع) سبط محمد (ص) يقتل هنا عطشاناً فنحن لا نشرب من هذه المشرعة حزناً عليه.

فسألها عن قاتله فقالت: يقتله لعين أهل السماوات والأرضين والخلائق أجمعين.

فقال إسماعيل: اللهم العن قاتل الحسين (ع) »(55).



دم موسى (ع) مواساة لدم الحسين (ع)

وروي: «أن موسى (ع) كان ذات يوم سائراً ومعه يوشع بن نون (ع) ، فلما جاء إلى أرض كربلاء انخرق نعله، وانقطع شراكه، ودخل الخسك في رجليه وسال دمه، فقال: إلهي أي شيء حدث مني؟

فأوحى الله إليه أن هنا يقتل الحسين (ع) ، وهنا يسفك دمه، فسال دمك موافقة لدمه.

فقال: رب ومن يكون الحسين (ع) ؟

فقيل له: هو سبط محمد المصطفى وابن علي المرتضى (ع) .

قال: ومن يكون قاتله؟

فقيل: هو لعين السمك في البحار، والوحوش في القفار، والطير في الهواء.

فرفع موسى (ع) يديه ولعن يزيد ودعا عليه وأمن يوشع بن نون على دعائه ومضى لشأنه»(56).

سليمان (ع) في كربلاء

وروي: «أن سليمان كان يجلس على بساطه ويسير في الهواء، فمر ذات يوم وهو سائر في أرض كربلاء، فأدارت الريح بساطه ثلاث دورات حتى خاف السقوط فسكنت الريح، ونزل البساط في أرض كربلاء.

فقال سليمان للرّيح: لم سكنتي؟

فقالت: إن هنا يقتل الحسين (ع) .

فقال (ع) : ومن يكون الحسين؟

فقالت: هو سبط محمد المختار، وابن عليّ الكرار.

فقال: ومن قاتله؟

قالت: لعين أهل السماوات والأرض يزيد.

فرفع سليمان يديه، ولعنه ودعا عليه وأمّن على دعائه الإنس والجن فهبت الريح وسار البساط»(57).

عيسى (ع) يلعن قاتل الحسين (ع)

وروي: «أن عيسى (ع) كان سائحاً في البراري ومعه الحواريّون فمروا بكربلاء، فرأوا أسداً كاسراً قد أخذ الطريق، فتقدم عيسى (ع) إلى الأسد، فقال له: لم جلست في هذا الطريق؟ وقال: لا تدعنا نمر فيه؟

فقال الأسد بلسان فصيح: إني لم أدع لكم الطريق حتى تلعنوا يزيد قاتل الحسين (ع) .

فقال عيسى (ع) : ومن يكون الحسين (ع) ؟

قال: هو سبط محمد النبي الأمّي وابن علي الوليّ (ع) .

قال: ومن قاتله؟

قال: قاتله لعين الوحوش والذباب والسّباع أجمع خصوصاً أيام عاشوراء.

فرفع عيسى (ع) يديه ولعن يزيد ودعا عليه وأمّن الحواريّون على دعائه، فتنحى الأسد عن طريقهم ومضوا لشأنهم»(58).



الشعائر الحسينية

من أهم المستحبات الشرعية هي إقامة الشعائر الحسينية بمختلف أصنافها، من إقامة المجالس وعقد الندوات والمواكب والبكاء واللطم والزنجيل والتطبير وما أشبه، وقد أفتى الفقهاء بجوازها بل استحبابها (59).

وقد ورد عن الإمام الحسين بن علي (ع) قال: «ما من عبد قطرت عيناه فينا قطرة، أو دمعت عيناه فينا دمعة إلا بوّأه الله بها في الجنة حقباً»(60).

وعن الإمام الرضا (ع) : «من تذكر مصابنا وبكى لما ارتكب منا كان معنا في درجتنا يوم القيامة، ومن ذكر بمصابنا فبكى وأبكى لم تبك عينه يوم
تبكي العيون، ومن جلس مجلساً يحيا فيه أمرنا لم يمت قلبه يوم تموت القلوب»(61).

وعن الإمام الصادق (ع) : «من ذكر الحسين (ع) عنده فخرج من عينيه من الدموع مقدار جناح ذباب، كان ثوابه على الله عزوجل، ولم يرض له بدون الجنة»(62).



يوم عاشوراء والاشتغال بالعزاء

عن الإمام الرضا (ع) أنه قال: «من ترك السعي في حوائجه يوم عاشوراء قضى الله له حوائج الدنيا والآخرة، ومن كان يوم عاشوراء يوم مصيبته وحزنه وبكائه جعل الله عزوجل يوم القيامة يوم فرحه وسروره، وقرت بنا في الجنان عينه، ومن سمى يوم عاشوراء يوم بركة وادخر فيه لمنزلة شيئاً لم يبارك له فيما ادخر، وحشر يوم القيامة مع يزيد وعبيد الله بن زياد وعمر بن سعد (لعنهم الله) إلى أسفل درك من النار» (63).



زيارة الإمام الحسين (ع)

قال الإمام الصادق (ع) : «إن الحسين بن علي عند ربه ينظر إلى موضع معسكره ومن حله من الشهداء معه، وينظر إلى زواره، وهو أعرف بهم وبأسمائهم وأسماء آبائهم وبدرجاتهم ومنزلتهم عند الله عزوجل من أحدكم بولده، وإنه ليرى من يبكيه فيستغفر له ويسأل آباءه (ع) أن يستغفروا له ويقول: لو يعلم زائري ما أعد الله له كان فرحه أكثر من جزعه، وإن زائره لينقلب وما عليه من ذنب»(64).

وعن الرضا (ع) : «يا بن شبيب، إن سرك أن تلقى الله عزوجل ولا ذنب عليك فزر الحسين (ع) »(65).



عند شرب الماء

عن داود الرقي قال: كنت عند أبي عبد الله (ع) إذا استسقى الماء، فلما شربه رأيته قد استعبر واغرورقت عيناه بدموعه، ثم قال: «يا داود لعن الله قاتل الحسين (ع) وما من عبد شرب الماء فذكر الحسين وأهل بيته ولعن قاتله إلا كتب الله عزوجل له مائة ألف حسنة، وحطَّ عنه مائة ألف سيئة، ورفع له مائة ألف درجة، وكأنما اعتق مائة ألف نسمة، وحشره الله عزوجل يوم القيامة ثلج الفؤاد»(66).



درر من كلماته (ع)

المؤمن لا يسيء

قال الإمام الحسين (ع) : «إياك وما تعتذر منه، فإن المؤمن لا يسيء ولايعتذر، والمنافق كل يوم يسيء ويعتذر»(67).



لا تبخل

وقال (ع) : «مالك إن لم يكن لك كنت له فلا تبق عليه، فإنه لا يبقى عليك وكله قبل أن يأكلك»(68).



أحسن الكلام

وقال (ع) لابن عباس يوماً : «يا ابن عباس، لا تكلمن فيما لا يعنيك فإنني أخاف عليك فيه الوزر، ولا تكلمن فيما يعنيك حتى ترى للكلام موضعاً، فرب متكلم قد تكلم بالحق فعيب، ولا تمارين حليماً ولا سفيهاً، فإن الحليم يقليك، والسفيه يرديك، ولا تقولن في أخيك المؤمن إذا توارى عنك إلا مثل ما تحب أن يقول فيك إذا تواريت عنه، وأعمل عمل رجلٍ يعلم أنه مأخوذ بالإجرام، مجزى بالإحسان والسلام»(69).



عليك بالرفق

وقال (ع) : «من أحجم عن الرأي وعييت به الحيل كان الرفق مفتاحه»(70).



رضا الله لا رضا الناس

وسأله رجل عن خير الدنيا والآخرة؟ فقال (ع) : «بسم الله الرحمن الرحيم أما بعد، فإن من طلب رضا الله بسخط الناس كفاه الله أمور الناس، ومن طلب رضا الناس بسخط الله وكله الله إلى الناس والسلام»(71).



قبول العطاء

وقال (ع) : «من قبل عطاءك فقد أعانك على الكرم»(72).



صفات شيعتنا

وقال رجل للحسين بن علي (ع) : يا ابن رسول الله أنا من شيعتكم.

قال (ع) : «اتق الله ولا تدعين شيئاً يقول الله تعالى لك كذبت وفجرت في دعواك، إن شيعتنا من سلمت قلوبهم من كل غش وغل ودغل، ولكن قل: أنا من مواليكم ومن محبيكم»(73).



علموا أولادكم

أقبل أمير المؤمنين (ع) على الحسين ابنه (ع) : فقال له: «يا بني ما السؤود؟».

قال: «اصطناع العشيرة احتمال الجريرة».

قال: «فما الغنى؟» قال: ««قلة أمانيك والرضا بما يكفيك».

قال: «فما الفقر؟» قال: «الطمع وشدة القنوط».

قال: «فما اللؤم؟» قال: «إحراز المرء نفسه وإسلامه عرسه».

قال: «فما الخرق؟» قال: «معاداتك أميرك ومن يقدر على ضرك ونفعك».

ثم التفت (ع) إلى الحارث الأعور فقال: «يا حارث علموا هذه الحكم أولادكم؛ فإنها زيادة في العقل والحزم والرأي»(74).



أكرم وجهك

وقال الإمام الحسين (ع) : «صاحب الحاجة لم يكرم وجهه عن سؤالك فأكرم وجهك عن ردّه»(75).



السلام والتحية

وقال (ع) : «للسلام سبعون حسنة، تسع وستون للمبتدئ، وواحدة للرادّ»(76).



الإجمال في الطلب

وقال (ع) لرجل: «يا هذا، لا تجاهد في الرزق جهاد المغالب، ولا تتكل على القدر اتكال مستسلم، فإن ابتغاء الرزق من السنة، والإجمال في الطلب من العفة، ليست العفة بمانعة رزقاً، ولا الحرص بجالب فضلاً، وإن الرزق مقسوم، والأجل محتوم، واستعمال الحرص طالب المأثم»(77).



من أتانا أهل البيت (ع)

وقال (ع) : «من أتانا لم يعدم خصلة من أربع: آية محكمة، وقضية عادلة، وأخاً مستفاداً، ومجالسة العلماء»(78).



زائر الحسين (ع)

وقال (ع) : «أنا قتيل العبرة قتلت مكروباً، وحقيق عليَّ أن لا يأتيني مكروب قط إلا ردّه الله وأقلبه إلى أهله مسروراً»(79).



للقارئ دعوة مستجابة

وقال (ع) : «من قرأ آية من كلام الله تعالى عزوجل في صلاته قائماً يكتب الله له بكل حرف مائة حسنة، فإن قرأها في غير الصلاة كتب الله له بكل حرف عشراً، فإن استمع القرآن كان له بكل حرف حسنة، وإن ختم القرآن ليلاً صلّت عليه الملائكة حتى يصبح، وإن ختمه نهاراً صلت عليه الحفظة حتى يمسي، وكانت له دعوة مجابة، وكان خيراً له مما بين السماء إلى الأرض».

قلت: هذا لمن قرأ القرآن فمن لم يقرأه؟

قال: «يا أخا بني أسد، إن الله جواد ماجد كريم، إذا قرأ ما سمعه معه أعطاه الله ذلك»(80).



الصدقة المقبولة

ذكر عنده (ع) رجل من بني أمية تصدق بصدقة كثيرة، فقال (ع) : «مثله مثل الذي سرق الحاج وتصدق بما سرق، إنما الصدقة صدقة من عرق فيها جبينه، واغبر فيها وجهه، مثل علي (ع) ، ومن تصدق بمثل ما تصدق به؟»(81).



من دخل المقابر

وقال (ع) : «من دخل المقابر فقال: اللهم رب هذه الأرواح الفانية، والأجساد البالية، والعظام النخرة، التي خرجت من الدنيا وهي بك مؤمنة، أدخل عليهم روحاً منك وسلاماً مني، كتب الله بعدد الخلق من لدن آدم إلى أن تقوم الساعة حسنات»(82).



بين المخاطر

قيل للحسين بن علي (ع) : كيف أصبحت يا ابن رسول الله؟

قال (ع) : «أصبحت ولي رب فوقي، والنار أمامي، والموت يطلبني، والحساب محدق بي، وأنا مرتهن بعملي، ولا أجد ما أحب، ولا أدفع ما أكره، والأمور بيد غيري، فإن شاء عذبني، وإن شاء عفا عني، فأي فقير أفقر مني»(83).



من أحبك نهاك

وقال (ع) : «العلم لقاح المعرفة، وطول التجارب زيادة في العقل، والشرف التقوى، والقنوع راحة الأبدان، ومن أحبك نهاك، ومن أبغضك أغراك»(84).



من نعم الله عليكم

وقال (ع) : «يا أيها الناس نافسوا في المكارم، وسارعوا في المغانم، ولاتحتسبوا بمعروف لم تعجلوا، واكسبوا الحمد بالنجح، ولا تكتسبوا بالمطل ذمّاً، فمهما يكن لأحد عند أحد صنيعة له رأى أنه لا يقوم بشكرها فالله له بمكافأته، فإنه أجزل عطاءً، وأعظم أجراً.

واعلموا أن حوائج الناس إليكم من نعم الله عليكم فلا تملوا النعم فتحور نقماً.

واعلموا أن المعروف مكسب حمداً ومعقب أجراً، فلو رأيتم المعروف رجلاً رأيتموه حسناً جميلاً يسر الناظرين، ولو رأيتم اللؤم رأيتموه سمجاً مشوهاً تنفر منه القلوب وتغضّ دونه الأبصار.

أيها الناس، من جاد ساد، ومن بخل رذل، وإن أجود الناس من أعطى من لا يرجو، وأن أعفى الناس من عفا عن قدرة، وإن أوصل الناس من وصل من قطعه، والأصول على مغارسها بفروعها تسموا، فمن تعجل لأخيه خيراً وجده إذا قدم عليه غداً، ومن أراد الله تبارك وتعالى بالصنيعة إلى أخيه كافأه بها في وقت حاجته، وصرف عنه من بلاء الدنيا ما هو أكثر منه، ومن نفس كربة مؤمن فرّج الله عنه كرب الدنيا والآخرة، ومن أحسن أحسن الله إليه، والله يحب المحسنين»(85).



معارف القرآن

وقال (ع) : «كتاب الله عزوجل على أربعة أشياء: على العبارة، والإشارة، واللطائف، والحقائق، فالعبارة للعوام، والإشارة للخواص، واللطائف للأولياء، والحقائق للأنبياء»(86).



إياك والظلم

وقال (ع) : «أي بني، إياك وظلم من لا يجد عليك ناصراً إلا الله جل وعز»(87).



عليكم بالتقوى

وقال (ع) : «أوصيكم بتقوى الله وأحذركم أيامه وأرفع لكم إعلامه، فكان المخوف قد أفد بمهول وروده، ونكير حلوله، وبشع مذاقه، فاعتلق مهجكم وحال بين العمل وبينكم، فبادروا بصحة الأجسام في مدة الأعمار، كأنكم ببغتات طوارقه فتنقلكم من ظهر الأرض إلى بطنها، ومن علوّها إلى سفلها، ومن أنسها إلى وحشتها، ومن روحها وضوئها إلى ظلمتها، ومن سعتها إلى ضيقها، حيث لا يزار حميم، ولا يعاد سقيم، ولا يجاب صريخ، أعاننا الله وإياكم على أهوال ذلك اليوم، ونجانا وإياكم من عقابه، وأوجب لنا ولكم الجزيل من ثوابه.

عباد الله، فلو كان ذلك قصر مَرْماكم ومدى مظعنكم، كان حسب العامل شغلاً يستفرغ عليه أحزانه، ويذهله عن دنياه، ويكثر نصبه لطلب الخلاص منه، فكيف وهو بعد ذلك مرتهن باكتسابه، مستوقف على حسابه، لا وزير له يمنعه، ولا ظهير عنه يدفعه، ويومئذ (لا ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل، أو كسبت في إيمانها خيراً، قل انتظروا إنا منتظرون)(88).

أوصيكم بتقوى الله فإن الله، قد ضمن لمن اتقاه أن يحوّله عما يكره إلى ما يحب، (ويرزقه من حيث لا يحتسب)(89) فإياك أن تكون ممن يخاف على العباد من ذنوبهم، ويأمن العقوبة من ذنبه، فإن الله تبارك وتعالى لا يخدع عن جنته، ولا ينال ما عنده إلا بطاعته إن شاء الله»(90).



الخوف من الله

قيل للإمام الحسين (ع) يوماً: ما أعظم خوفك من ربك؟ قال: «لا يأمن يوم القيامة إلا من خاف الله في الدنيا»(91).



(1) المناقب: ج4 ص78 فصل في تواريخه وألقابه (ع) .

(2) كشف الغمة: ج2 ص4 الرابع في كنيته ولقبه.

وفي (المناقب) إن من ألقابه أيضاً: السبط الثاني، الإمام الثالث، أفضل ثقات الله، المشغول ليلاً ونهاراً بطاعة الله، الشاري بنفسه لله، الناصر لأولياء الله، المنتقم من أعداء الله، الإمام المظلوم، الأسير المحروم، الشهيد المرحوم، القتيل المرجوم، الإمام الشهيد، الولي الرشيد، الوصي السديد، الطريد الفريد، البطل الشديد، الطيب الوفي، الإمام الرضي، ذو النسب العلي، المنفق الملي، منبع الأئمة، شافع الأمة، سيد شباب أهل الجنة، عبرة كل مؤمن ومؤمنة، صاحب المحنة الكبرى والواقعة العظمى، عبرة المؤمنين في دار البلوى، من كان بالإمامة أحق وأولى، المقتول بكربلاء، ثاني السيد الحصور يحيى ابن النبي الشهيد زكريا، زين المجتهدين، سراج المتوكلين، مفخر أئمة المهتدين، بضعة كبد سيد المرسلين، نور العترة الفاطمية، سراج الأنساب العلوية، شرف غرس الأحساب الرضوية، المقتول بأيدي شر البرية، سبط الأسباط، طالب الثأر يوم الصراط، أكرم العتر، أجل الأسر، أثمر الشجر، أزهر البدر، معظم مكرم، موقر منظف مطهر، أكبر الخلائق في زمانه في النفس، وأعزم في الجنس، أذكاهم في العرف، أوفاهم في العرف، أ
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://habeeb77710.yoo7.com
 
الإمام الحسين (ع) في سطور
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الإمام الصادق (ع) في سطور
» الإمام الكاظم (ع) في سطور
» الإمام الرضا (ع) في سطور
» الإمام الجواد (ع) في سطور
» الإمام الهادي (ع) في سطور

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
حبيب ابو عميمه :: الفئة الأولى :: المنتدى الأول :: اسلاميات-
انتقل الى: